أقول : قد دلت الروايات المتواترة [1] على حرمة إيذاء المؤمن وإهانته وسبه ، وعلى حرمة التنابز بالألقاب ، وعلى حرمة تعيير المؤمن بصدور معصية منه فضلا عن غير المعصية ، إلا أنها خارجة عن المقام كما ذكره المصنف ، فإن النسبة بين ما نحن فيه وبين المذكورات هي العموم من وجه ، وقد أشرنا إلى ذلك في البحث عن حرمة سب المؤمن . دواعي الغيبة : قوله : ثم إن دواعي الغيبة كثيرة . أقول : الأسباب التي ذكروها باعثة للغيبة عشرة ، وقد أشير إليها فيما روي عن الصادق ( عليه السلام ) في مصباح الشريعة [2] ، ولكن الرواية ضعيفة السند ، وتكلم عليها الشهيد الثاني ( قدس سره ) في كشف الربية بما لا مزيد عليه ، ونذكر منها اثنين ، فإن لهما مأخذا دقيقا لا يلتفت إليه نوع الناس فيقعون في الغيبة من حيث لا يشعرون : 1 - أن يرفع نفسه بتنقيص غيره ، بأن يقول : فلان ضعيف الرأي وركيك الفهم ، وما ذكره بديهي البطلان ، ونحوها من الكلمات المشعرة بالذم ، وأكثر من يبتلي به هم المزاولون للبحث والتدريس والتأليف فيما إذا أخذهم الغرور والعجب . 2 - أن يغتم لأجل ما يبتلي به أحد ، فيظهر غمه للناس ويذكر سبب