نام کتاب : مصباح الفقاهة في المعاملات - المكاسب المحرمة ( موسوعة الإمام الخوئي ) نویسنده : الشيخ محمد علي التوحيدي جلد : 1 صفحه : 442
الناس الهياكل الغريبة والأشكال المعجبة المخوفة . والوجه في ذلك : أنّ السحر عمل خفي يحصل بالأسباب الخفية ، ويصوّر الشيء على خلاف صورته الواقعية ، ويصرفه عن وجهه بالخدعة والتمويه ، ويقلبه من جنسه في الظاهر لا في الحقيقة ، بحيث إنّ الساحر يسحر الناظرين حتّى يتخيّلوا أنه يتصرّف في الأُمور التكوينية ، ويغيّرها عن حقيقتها إلى حقيقة أُخرى ، فيريهم البرّ بحراً عجاجاً تجري فيه السفن وتتلاطم فيه الأمواج ، من غير أن يلتفتوا إلى كونه خدعة وتمويهاً ، وإظهاراً للباطل بصورة الحقّ . وقصّة السحرة مع موسى ( عليه السلام ) مذكورة في القرآن حين ألقوا ] حبالهم [ ( فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ) [1] . لا يقال : قد تكون للسحر حقيقة واقعية كالتصرّف في عقل المسحور أو بدنه أو ما يرجع إليه ، وعليه فلا يتم تعريفه المذكور . فإنّه يقال : ليست للسحر حقيقة واقعية ، ولكن قد يترتّب عليه أمر واقعي فقد يظهر الساحر للمسحور شيئاً مهولا فيخاف هذا ويصبح مجنوناً ، أو يريه بحراً وفيه سفينة جارية فيحاول المسحور أن يركبها فيقع من شاهق ويموت ، فإنّ الجنون والموت وإن كانا من الأُمور الواقعية ، إلاّ أنّهما ترتّبا على الأمر التخيّلي الذي هو السحر . ويقرب ما ذكرناه ما عن صاحب العين من أنّه يقلب الشيء من جنسه في الظاهر ، ولا يقلبه عن جنسه في الحقيقة [2] . وقد أُشير إلى ما ذكرناه في خبر الاحتجاج حيث سئل الإمام ( عليه السلام ) عن الساحر أيقلب الواقع إلى واقع
[1] طه 20 : 60 . [2] لاحظ كتاب العين 3 : 135 ] الظاهر أنّه من كلام الطبرسي ، راجع ص 440 - 441 [ .
442
نام کتاب : مصباح الفقاهة في المعاملات - المكاسب المحرمة ( موسوعة الإمام الخوئي ) نویسنده : الشيخ محمد علي التوحيدي جلد : 1 صفحه : 442