نام کتاب : مسائل فقهية نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 40
والجواب : إن هذه الآية لا دخل لها فيما نحن فيه من القراءة في الصلاة قطعا ، يشهد بذلك سياقها في سورة المزمل فليراجعها من شاء وليمعن فيما قاله المفسرون حولها تتضح له الحقيقة . واحتج الحنفية لجواز ترجمة ما يقرأ في الصلاة من القرآن باللغات الأجنبية بوجوه : أحدها : أن ابن مسعود أقرأ بعض الأعاجم : إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ، فكان الأعجمي يقرأ طعام اليتيم . فقال له : قل طعام الفاجر ثم قال : ليس الخطأ في القرآن أن يقرأ : الحكيم . مكان العليم ، بل أن يضع آية الرحمة مكان آية العذاب . والجواب : إن هذا أجنبي عما نحن فيه لا دلالة به على المدعى بشئ من الدول ، على أنه لو صح لكان رأيا لابن مسعود مقصورا عليه لا تثبت به حجة . الثاني : قوله تعالى : إنه لفي زبر الأولين . ومثله : إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى . ووجه الاستدلال بهذه الآيات أن الأمة مجمعة على أن القرآن لم يكن بألفاظه العربية في زبر الأولين ولا في صحف إبراهيم وموسى ، وإنما كانت فيها معانيه بألفاظ العبرانية والسريانية . والجواب : إن هذا كسابقه في عدم الدلالة على المدعى بل هو أبعد وأبعد بكثير . الثالث : أنه تعالى قال : وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ، والأعاجم لا يفهمون اللفظ العربي إلا أن يذكر لهم معناه بلغتهم فيكون الانذار بها .
40
نام کتاب : مسائل فقهية نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 40