نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي جلد : 1 صفحه : 31
إسم الكتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام ( عدد الصفحات : 386)
يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة على أن المراد بها الانتظار لا الرؤية [1] وفرضنا أنه لم ينقل عن المتقدمين إلا هذا الوجه دون غيره جار للمتأخر أن يزيد على هذا التأويل ويذهب إلى أن المراد أنهم ينظرون إلى نعم الله لأن الغرض في التأويلين جميعا إنما
[1] هذا مما وقع النزاع فيه بين الإمامية ، وأهل السنة فاتفق الإمامية إلا من شذ منهم على أن الله تعالى لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة ، ووافقهم في ذلك المعتزلة أما غيرهم من أهل السنة فقد ذهبوا إلى إمكانها في الدنيا ، ووقوعها في الآخرة ، وحسبنا العقل السليم الحاكم بامتناع الرؤية مع عدم حصول شرائطها الممتنعة كلها على الله ، وحسبنا أيضا كلام الله العزيز حيث قال عز من قائل « لا تدركه الابصار » ، وقال « ولا يحيطون به علما » وقال « وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب » وقال مخاطبا لموسى بن عمران « لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني » تدل على استحالة الرؤية بالنسبة إليه سبحانه لأنه قد ربطها باستقرار الجبل ، واستقراره في حال كونه متزلزلا من المحالات وإلا لزم كونه ساكنا ومتحركا في حالة واحدة فهو أشبه بقوله « لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط » وإذا امتنعت رؤيته على أنبيائه كانت بالنسبة إلى غيرهم أولى بالامتناع وقد تواترت أخبار الإمامية في ذلك انظر البحار ج 2 ط كمپاني م ص 112 إلى 122 ، وفي تلك الاخبار لطائف ودفائق إذا تأمل من كان له قلب سليم وسر نفي علم أن تلك الدقائق والمعارف الحقة الإلهية والإشارات العقلية التي لم تبلغ إليها أفكار أوحدي الناس في تلك الأعصار فضلا عن غيرهم ، ولا يدركها الراسخون في العلوم الإلهية إلا بعد تلطيف سر ومدد سماوي إنما فاضت من صدور الذين هم المستضيئون بأنوار الرحمن ، والعالمون بالعلوم اللدنية المستفاضة من لدن مبدء العالم عليهم ، والمتضلع في أقوال العلماء يذعن بأنه لم يعهد إقامة مثل هذه البراهين المأثورة عن آل محمد من غيرهم ، والاخبار في هذه المسئلة كثيرة ونكتفي للتبرك بذكر خبر رواه في الاحتجاج ج 2 ص 184 ط النجف ، والتوحيد للصدوق ص 98 ط إيران والكافي الخبر الثاني من باب إبطال الرؤية ، وهو في ص 68 ج 1 مرآة العقول ، ووصفه العلامة المجلسي بالصحة ، وحيث إن ألفاظ الخبر مختلفة ننقله بلفظ الكافي . أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى قال : سألني أبو قرة المحدث أن أدخله علي أبي الحسن الرضا . فاستأذنته في ذلك فأذن لي فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والأحكام حتى بلغ سؤاله إلى التوحيد فقال أبو قرة : إنا روينا أن الله قسم الرؤية والكلام بين نبيين فقسم الكلام لموسى ولمحمد الرؤية . فقال أبو الحسن : فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين من الجن والإنس لا تدركه الابصار ولا يحيطون به علما وليس كمثله شئ أليس محمد ؟ قال : بلى قال : كيف يجيئ رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند الله وأنه يدعوهم إلى الله بأمر الله فيقول : لا تدركه الابصار ولا يحيطون به علما وليس كمثله شئ . ثم يقول : أنا رأيته بعيني وأحطت به علما ، وهو على صورة البشر أما تستحيون ما قدرت الزنادقة أن ترميه عليه السلام بهذا أن يكون يأتي من عند الله بشئ ثم يأتي بخلافه من وجه آخر ثم قال أبو قرة : فإنه يقول ، ولقد رآه نزلة أخرى فقال أبو الحسن عليه السلام : إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأي حيث قال « ما كذب الفؤاد ما رأي » ما كذب فؤاد محمد ما رأت عيناه ثم أخبر بما رأي فقال : لقد رأي مر آيات ربه الكبرى فآيات الله غير الله ، وقد قال الله « ولا يحيطون به علما » فإذا رأته الابصار فقد أحاطت به العلم ووقعت المعرفة فقال : أبو قرة فتكذب بالروايات . فقال أبو الحسن : إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها ، وما أجمع المسلمون عليه إنه لا يحاط به علما ولا تدركه الابصار وليس كمثله شيء ، وفي آخر الحديث في الاحتجاج فتحير أبو قرة فلم يحر جوابا حتى قام وخرج . والقائلون بالرؤية طائفتان ، الأولى ، المستحبة والكرامية الذي يقولون بأن ربهم جسم الثانية ، أتباع الأشعري ، ومن كان قبله ممن هو بمنزلتهم فهما وتعقلا قال بعض : إن رؤية الله جائزة في الدنيا عقلا ، واختلف في وقوعها ، وفي أنه هل رآه النبي صلى الله عليه وآله ليلة الاسراء أولا ؟ فأنكرته عايشة انظر البخاري بشرح ابن حجر ( فتح الباري ) ص 229 ج 10 الطبعة الأخيرة ، وعليه جماعة من الصحابة والتابعين والمتكلمين ، ونسب إثباته إلى ابن عباس لكنها افتراء محض لا يحتمل من مثله مثل هذه المقالة الزائفة فان صح ما نقل عنه فمأول بالعلم به فقد أخرج مسلم عنه رأي ربه بفؤاده مرتين ومن طريق عطاء أنه رآه بقلبه وروى ابن مردويه عنه أنه لم يره رسول الله بعينه إنما رآه بقلبه انظر ص 231 ج 1 فتح الباري ، والمراد برؤية القلب الانكشاف التام بالبصيرة القلبية لا ما ذكره ابن حجر هنا من أن المراد حصلت في قبله كما يخلق الرؤية بالعين لغيره ، والرؤية لا يشترط فيها شيء مخصوص ولو جرت العادة يخلقها في العين فان ما ذكره ربما يضحك به الثكلى ، وأخذ بهذه المقالة ( جواز الرؤية عقلا في الدنيا ) جماعة من السلف والأشعري في جماعة هذا حال رؤيته في الدنيا ، وأما رؤيته في الآخرة فعند غير المعتزلة من أهل السنة جائزة عقلا واقعة في الآخرة للمؤمنين خاصة أو للكل انظر مقالات الاسلاميين للأشعري ج 1 ص 263 ، وفيه واختلفوا في رؤية الباري على تسع عشرة مقالة ، وشرح المواقف ط بولاق من ص 502 ، إلى 514 وشرح التجريد للقوشجي ط إيران سنة 1301 من ص 363 إلى ص 372 .
31
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي جلد : 1 صفحه : 31