نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي جلد : 1 صفحه : 248
ولو سلَّم فأقصى ما تدلّ عليه الوجوب عند الذكر ونحن نقول به أمّا الوجوب على التضييق فلا ، والحديث معارض بمثله ممّا دلّ على جواز تقديم الحاضرة مع السعة ، والجمع بينها بالاستحباب كما قلناه طريق الجمع بين الأدلَّة . « إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ » كائنة لا محالة . « أَكادُ أُخْفِيها » أريد إخفاء وقتها أو أقرب إن أخفيها كما هو ظاهر كاد فلا أقول إنّها آتية ، ولو لا ما في الإخبار بإتيانها من اللطف وقطع الأعذار لما أخبرت به أو أكاد أظهرها من أخفاه إذا سلب خفاه فالهمزة للإزالة ، وفيه إيماء إلى أنّه ينبغي المبادرة إلى العبادة والصلاة . « لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى » تتعلَّق بآتية أو بأخفيها بالمعنى الأخيرة ، وفيه دلالة على أنّ مجازاة كلّ نفس بحسب عملها . فمن عمل الطاعات أثيب عليها ، ومن فعل المعاصي عوقب بحسبها ، فاستدلَّت به المعتزلة على أنّ أعمال العباد بسعيهم . إذ لو لم يكن كذلك لما صحّ هذه الاسناد ، ولو لم يكن ثواب مستحقّا على العمل لم يكن لباء السببيّة معنى ، وما أجاب عنه الأشاعرة بأنّ اعتبار الوسط لا ينافي انتهاء الكلّ إليه بعيد في الغاية وتحقيقه في الكلام ، وقد يستدلّ به على عدم إجزاء العبادة مع فعل الغير لكن أخرج منه بعض المواضع للإجماع كما يعلم تفصيله من محلَّه .
248
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي جلد : 1 صفحه : 248