responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 238


تعالى أمر بالإخلاص في العبادة للَّه الموصوف بكونه خالق العالمين على العموم ، وظاهره استقلاله في الخلق وعدم مدخليّة الغير في شيء منه فاعتقاد خلافه ينافي ذلك .
فتأمّل فيه .
الثالثة : « إِنَّما وَلِيُّكُمُ الله ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهُمْ راكِعُونَ » [1] .
« إِنَّما وَلِيُّكُمُ الله ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا » الوليّ قد يجيء لمعان متعدّدة ، والظاهر منها هنا هو المتولَّي للأمور كلَّها ، والأولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وإنّما قلنا :
إنّ الظاهر هذا دون غيره نظرا إلى أنّ الحصر في المذكورين [2] يفيد كون الوليّ بالنسبة



[1] المائدة 55 .
[2] الحصر مستفاد من كلمة إنما ، وقد صرح بدلالتها على الحصر فطاحل الأدب ومهرة الفن انظر التلخيص وشروحه الباب الخامس في طرق القصر وكتب الأدب واللغة والنحو لا نطيل الكلام بسردها ، وكفاك استفادة مثل ابن عباس حبر الأمة من قوله صلى اللَّه عليه وآله : إنما الربا في النسيئة ( الرقم 2553 من الجامع الصغير ) قصر الربا في ربا النسيئة انظر فيض القدير ج 2 ص 560 . وللإمام الرازي هنا تعصب مكشوف فأنكر كون إنما للحصر انظر ص 30 ج 12 الطبعة الأخيرة مع اعترافه بدلالتها في تفسير قوله تعالى : « قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ » وتفسير : « إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ » على الحصر ، واستدل بقوله تعالى : « إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ » ولا شك أن الحياة الدنيا لها أمثال أخرى وأنت خبير بأن المراد بالآية ليس حصر تنظير الحياة بنفسها بالماء بل حصر المثل المضاف إلى الحياة الدنيا في الماء المنزل من السماء بمعنى أن كل ما يقدر مثلا لتلك الحياة فهو لا محالة شبيه بالماء الموصوف بكذا في سرعة الفناء والزوال فالحصر فيها حاصر ، واستدل أيضا بقوله تعالى : « إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ ولَهْوٌ » . والجواب عنه أولا بالنقض بقوله - عز من قائل - : « ومَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ ولَهْوٌ » وهل ينكر دلالة النفي والإثبات على الحصر فإن أنكره فكيف يثبت الإقرار بالتوحيد من كلمة لا إله إلا اللَّه ؟ وثانيا أن مفاد الآية حصر الحياة الموصوفة بالدنيا وهي الحياة المصروفة في الشهوات ورذائل الصفات في المشابهة باللهو واللعب اللذين لا يفيدان شيئا لمن اشتغل بهما ، ولذلك جعل الدنيا في العبارة صفة للحيوة حتى لا يستظهر منها مطلق الحياة الواقعة في الدنيا وعليه فالحصر حاصر صحيح لا وقع لاعتراض الإمام الرازي . سلمنا وأعرضنا عن ذلك لكن نقول : عدم إفادة إنما للحصر في الآيتين إنما هو لقيام قرينة صارفة عن ظاهرها وليس له إنكار ظهورها في الحصر في سائر استعمالاتها الخالية عن القرينة مع تصريح مهرة اللغة والنحاة وفصحاء الفريقين بكونها موصوفة للحصر . ولتوضيح المقصود نرشدك إلى جملتين متداولتين في كلمات الأصوليين : إحداهما : أن الأصل في الاستعمال الحقيقة ، وثانيتهما : أن الاستعمال أعم من الحقيقة والمجاز ، ومورد الأولى هو الشك في المراد ومرجعه إلى أصالة الظهور وإلغاء احتمال إرادة خلاف الظاهر ، وعليه بناء العقلاء في محاوراتهم ، ومن المعلوم أن الشارع لم يخترع طريقة جديدة ، ومورد الثانية هو الشك في كيفية الإرادة ولم يتقرر بناء من العرف والعقلاء بعد العلم بالمراد أن المستعمل فيه هو المعنى الحقيقي فعندئذ نقول : بعد ثبوت كون إنما للحصر كلما شك في استعمالها في غير الحصر فنقول المراد هو الحصر لأن الأصل بمعنى بناء العقلاء هو الحقيقة ، وكلما علمنا من الخارج كما في الآيتين بنظر الإمام الرازي وفرضه عدم الحصر فنقول : قصارى ما يستدل به أنه استعمل في غير الحصر ولا دلالة للاستعمال على كونه حقيقة .

238

نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست