responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 236


وفيه نظر لأنّا لا نسلَّم أنّ قصد الثواب مناف للإخلاص ، وقد وقع في القرآن المجيد « يَدْعُونَنا رَغَباً ورَهَباً » أي رغبا في الثواب ورهبا من العذاب على أنّ قصد الثواب لا يخرج العمل عن ابتغاء وجه اللَّه تعالى فإنّ الثواب لمّا كان عنده تعالى فمبتغيه يبتغى وجه اللَّه ، ولا يقدح كون تلك الغاية باعثة على العبادة فإنّ الكتاب والسنة تشتمل على كلّ منهما على المرهبات والمرغبات ، وأيضا ما نقل عنه صلى اللَّه عليه وآله لا يدلّ على عدم جواز قصد الثواب بل على أنّه عليه السّلام لم يكن فعله لذلك ، وإنّما عبادته لكونه تعالى أهلا لها . فجاز أن يكون ذلك من خصائص مثله عليه السّلام فلا ينافي جواز ذلك القصد في غيره ، وهو ظاهر .
ويؤيّد ذلك ما رواه الكليني بطريق حسن عن هارون بن خارجة عن الصادق عليه السّلام ، قال العبّاد ثلاثة : قوم عبدوا اللَّه - عزّ وجلّ - خوفا فتلك عبادة العبيد ، وقوم عبدوا اللَّه طلبا للثواب فتلك عبادة الاجراء وقوم عبدوا اللَّه حبّا له فتلك عبادة الأحرار وهي أفضل العبادة [1] فإن حكمه عليه السّلام بأفضليّة هذه العبادة يعطي أنّ العبادة على



[1] رواه في الكافي باب العبادة من الأصول الحديث 5 وهو في المرآة ج 2 ص 100 والبحار ج 15 الجزء الثاني ص 83 وشرح الأصول للمولى محمد صالح المازندراني ج 8 ص 251 والشافي شرح ملا خليل القزويني على أصول الكافي ج 2 ص 165 وفي جامع أحاديث الشيعة ص 104 من أبواب المقدمات الرقم 761 وفي الوسائل الباب 9 من أبواب مقدمة العبادات الحديث 1 ص 10 ط أمير بهادر ، وفي الوافي الجزء الثالث ص 71 ووصف الحديث العلامة بالحسن . وقد عرفت غير مرة أن الحديث من طريق إبراهيم بن هاشم صحيح قال العلامة المجلسي في بعض النسخ : العباد ثلاثة فلا يحتاج إلى تقدير ، وفي بعضها العبادة فيحتاج إلى تقدير اما في العبادة أي ذوو العبادة أو في الأقوام ، أي عبادة قوم قلت : يؤيد النسخة الثانية ما في ذيل الرواية وهي أفضل العبادة ، واستدل العلامة في البحار والمرآة والمحدث الكاشاني والمازندراني أيضا بالحديث على صحة العبادة بكلا الوجهين الآخرين كما أفاده المصنف هنا ، ونبه القزويني بنكتة قل من تنبه لها وهي : أن المراد بالعبادة بالوجه الثالث كونها مقرونة بالخوف والرجاء معا كي لا ينافي الحديث ما ورد في الخوف والرجاء وما يستفاد من الآيات من كون عبادة الأولياء مقرونة بالخوف مثل قوله تعالى : « إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً » .

236

نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الجواد الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست