بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم الحمد للَّه رب العالمين ، ديان يوم الدين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الغر الميامين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين . وبعد : فيقول الفقير الدني إلى اللَّه العلي الغنى يوسف بن ملا زين العابدين الخراساني البيارجمندي الحائري - غفر لهما الباري - : قد التمس مني جماعة من الفضلاء الكرام ان اشتغل بتدريس الفقه الشريف وان يكون عنوان البحث والنظر كتاب ( العروة الوثقى ) وبيان مدارك مسائل العروة حسبما وصل إليها نظري القاصر وفكرى الفاتر ، فأجبتهم مستمدا منه تعالى المعونة راجيا من سفينة النجاة الذي ألوذ به في الشدائد تحت قبته البيضاء ان يطلب منه تعالى لي التوفيق والعصمة . ثم إنني بعد ما ألقيت المباحث والمطالب على الفضلاء من أهل الحوزة جمعتها وأمليت المطالب المقررة في كتاب سميته ب ( مدارك العروة ) فصار بمنزلة شرحها وافيا بمداركها كافيا لمطالبها شافيا لمن جنح إليها . سائلا منه تعالى ان ينفع بها كما نفع بأصلها وإن يجعلها ذخرا ليوم فاقتي ، انه سميع مجيب .