تعلَّمي : لمّا كنت صغيراً لا مال لنا وضعتني والدتي عند امرأة كانت تسمّى ( آسية ) تعلَّمني القرآن بترتيب حروف أبجد هوّز . . إلخ فأخذت منها تعلَّم القرآن وبعض كتب الأدعية كزاد المعاد للمجلسي ( ره ) وبعض كتب مصائب الحسين ومدائح أهل البيت عليهم السلام كالجوهري والقمري ( بالتركيّة ) والوفائي حتّى بلغت أحد عشر سنة . ثم وضعتني عند معلَّم العربيّة وهو يومئذ أستاذي ووالدي الروحاني الَّذي لم أر له نظيراً في بعض الأخلاقيات المعنويّة أعني حجة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ يحيى التقوي قدس الله نفسه الزكيّة ، كان يدرّس العربيّة من جامع المقدّمات بل ما قبله من القرآن والرسالة العمليّة إلى الكفاية ، فلما بلغ سنّي سبعة عشر سنة وكنت قد قرأت عنده ( قده ) كثيراً من اللمعة والقوانين عرض لي حالة لم أقدر معها أن أداوم الاشتغال في بلدتي واعتزلت من بلدتي إلى قريّة تسمّى ب ( سليمان ) من قرى ( شهريار ) فصرت هناك معلَّم الصبيان قريباً من ثلاث سنين ونصف . ثم عزمت على التشرّف إلى الحوزة المقدّسة العلميّة ببلدة طيّبة « قم » في زمن السلطان العنود الكنود المأمور من ناحية الشرق والغرب على تضعيف أهل الدين سيّما العلماء ، ففعل ما أمر فمنعوني من الإقامة بسبب انّي لم أكن أخدم الوظيفة النظاميّة المملكيّة . ثم رجعت إلى بلدتي وكنت أشتغل أيضاً عند أستاذي العزيز المزبور ( قده ) إلى أن ذهب أو اذهبوا السلطان المذكور [1] فرجعت ثانياً إلى الحوزة المقدّسة