نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 221
إسم الكتاب : ما وراء الفقه ( عدد الصفحات : 462)
حصول الزوال . ومن الواضح ، أنَّ نصف الدرجة هذه لا تعني فقط زحزحة مركز الشمس عن دائرة نصف النهار ، بل ابتعاد القرص كاملا عن هذه الدائرة مسافة كبيرة نسبيّا في السماء . نعم ، لو استطاع أحد أن يضبط هذا الفرق ، اكتفينا معه نظريّا ، بالوجه الأول ، وهو زحزحة المركز . الناحية الثالثة : حول السؤال الثالث : هل أن دائرة نصف النهار تقاطع خط مسير الشمس من الشرق إلى الغرب إلى الشرق تماما . أو لا ؟ جواب ذلك يتوقف على الالتفات إلى عدَّة أمور : الأمر الأول : لو كانت دائرة نصف النهار تبدأ من الشمال الجغرافي ، وكانت الشمس تسير بشكل مواز لخطوط العرض . لرسمت زاوية قائمة معها . لأنَّ دائرة نصف النهار عندئذ كأنها أحد خطوط الطول أو هي خط طول ذلك البلد الذي نتحدث عنه ، أي بلد كان . ولو حسبنا انقساماته إلى دقائق وثوان . ومعه فتكون الزاوية بين مسير الشمس والدائرة ، هي نفسها الزاوية بين خط طول وخط عرض البلد . أيَّا كانت . الأمر الثاني : إنّ الأمر ليس كما قلنا في الأمر الأول وخاصة بعد أن رجحنا أنَّ دائرة نصف النهار تبدأ من الشمال المغناطيسي ، بل أبعد منه بقليل عن الشمال الجغرافي . الأمر الثالث : إنَّ الشمس لا تسير موازية لخطوط العرض ، على الإطلاق وإن كان يبدو لبدو النظر ذلك . بل هي تسير بخط حلزوني تصعد مرة إلى المدار الشمالي ( مدار السرطان ) ثم تنزل بخط حلزوني إلى المدار الجنوبي ( مدار الجدي ) . وهذا الخط الحلزوني غير مواز لخطوط العرض ولا لخط الاستواء - وهو أحد خطوط العرض المتوازية - وإنما يرسم معها تقاطع ذا زاويتين حادتين جدا عند الشرق والغرب . ومنفرجتين جدّا عند الشمال والجنوب . والمداران الشمالي والجنوبي ، ليسا من خطوط العرض ، بل هما خط مسير
221
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 221