نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 1 صفحه : 194
استعمالات القرآن الكريم الأخرى للصعيد في غير هذه الآية الكريمة . إذ لا يحتمل أنه يريد التراب الخالص . والقرآن الكريم ، يمكن جعل بعضه قرينة على بعض . وهو قوله تعالى * ( فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً ) * ، وقوله تعالى : * ( صَعِيداً جُرُزاً ) * . إذ من الواضح أنه يريد وجه الأرض لا التراب الخالص . وهو أقرب إلى مفهوم ( الأرض المستوية ) منه إلى أيِّ شيء آخر . إلَّا أننا عرفنا أنَّ الاستواء لا دخل له في الوظيفة الشرعية . ومن هنا كان الأرجح والموثوق به لغويّا ، هو هذا المعنى الأخير . وهو ما يعبر عنه الفقهاء بمطلق وجه الأرض يعني سواء كان ترابا أو صخرا أو رملا ونحوه . ما لم يكن من المعادن أو من النباتات : فإنه خارج عن هذا المفهوم . ولا أقل من الاحتياط فيه ، أعني ترك التيمم عليه . الناحية الثالثة : في معنى الطيب . قال في اللغة [1] ، الطيِّب على بناء فعل . والطيِّب نعت . وفي الصحاح : الطيِّب خلاف الخبيث ، قال ابن بري : الأمر كما ذكر إلَّا أنه قد تتسع معانيه . فيقال : أرض طيبة للتي تصلح للنبات وريح طيبة . إذا كانت لينة ليست بشديدة . وطعمة طيِّبة إذا كانت حلالا . وامرأة طيِّبة إذا كانت حصانا عفيفة . ومنه قوله تعالى * ( الطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ ) * وكلمة طيِّبة إذا لم يكن فيها مكروه . وبلدة طيِّبة أي آمنة كثيرة الخير . ومنه قوله تعالى * ( بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ ورَبٌّ غَفُورٌ ) * . ونكهة طيِّبة إذا لم يكن فيها نتن ، وإن لم يكن فيها ريح طيِّبة كرائحة العود والند وغيرها . ونفس طيِّبة بما قدر لها أي راضية . وحنطة طيِّبة أي متوسطة الجودة . وتربة طيِّبة أي طاهرة . ومنه قوله تعالى * ( فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ) * وزبون طيِّب أي سهل في مبايعته . وسبي طيِّب إذا لم يكن فيه غدر ولا نقض عهد . وطعام طيِّب للذي يستلذ الآكل طعمه . ابن سيده : طاب الشيء طيبا وطابا : لذّ وزكا . والكلمة الطيِّبة : شهادة أن لا إله إلَّا الله وأنَّ محمدا رسول الله . وقد يرد الطيِّب بمعنى الطاهر . ومنه الحديث : إنه - صلَّى الله عليه وآله - قال لعمار : مرحبا بالطيِّب المطيب أي الطاهر المطهر . إلى آخر ما قالوه .