وخبر أصبغ بن نباتة : إنّ عليا عليه السّلام قال على المنبر سلوني قبل أن تفقدوني فقام إليه الأشعث فقال : يا أمير المؤمنين ، كيف يؤخذ الجزية من المجوس ولم ينزل عليهم كتاب ولم يبعث إليهم نبيّ ؟ فقال : بلى يا أشعث قد أنزل اللَّه عليهم كتابا وبعث إليهم نبيّا [1] . وما رواه ابن الشيخ في مجالسه عن عليّ بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن عليّ بن الحسين عليهم السّلام : إنّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم قال : سنّوا بهم سنّة أهل الكتاب . يعني المجوس [2] . وما رواه المفيد في المقنعة عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّه قال : المجوس إنّما ألحقوا باليهود والنصارى في الجزية والديات لأنّه قد كان لهم فيما مضى كتاب [3] إلى غير ذلك من الأخبار . وبالجملة المجوس يشتركون مع اليهود والنصارى في بعض الأحكام كأخذ الجزية ، والديات والإقرار على دينهم إلى غير ذلك . إلَّا أنّه لا يستلزم ذلك اشتراكهم معهم في جميع الأحكام فينبغي البحث عن حكمهم من جهة الطهارة والنجاسة على حدة ومستقلا . فقد يقال : إنّه لا ينبغي الإشكال في نجاسة المجوس لكونهم من المشركين في مرتبة العبادة والصنع لعبادتهم النار كما يظهر من صنع ما يسمّونه ب « آتشكده » في بلادهم حتّى الآن ، وقولهم بالنور والظلمة ، واليزدان والأهرمن ، جعل الأوّل منهما
[1] الوسائل باب 49 أبواب جهاد العدوّ : ح 7 . [2] الوسائل باب 49 من أبواب جهاد العدوّ : ح 9 . [3] الوسائل باب 49 من أبواب جهاد العدوّ : ح 8 .