أجرك بلا خلاص لك اليوم فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له [1] . وعن الشهيد الثاني في منية المريد قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم إنّ أخوف ما أخاف عليكم ، الشرك الأصغر قالوا : وما الشرك الأصغر ؟ قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : هو الرياء . [2] . إلى غير ذلك من الأخبار المذكورة في بابي 11 و 12 من أبواب مقدّمة العبادات من الوسائل ومستدركه وفيما ذكرناه كفاية في إثبات المقصود . إطلاق الشرك على أدنى مراتب الطاعة لغير اللَّه وقد أطلق الشرك على أدنى مراتب الطاعة لغير اللَّه في قوله تعالى * ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ، وجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها ، فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِه ، فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا الله رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَه شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالَى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ ) * [3] . وبالجملة الشرك له مراتب لا يخلو منه غير المعصومين وقليل من المؤمنين ، ومعه كيف يحكم بنجاسة الشرك بماله من المراتب ، فإنّ لازمه كما أشرنا الحكم بنجاسة المسلم المرائي في عمله أو المطيع للشيطان أو لرجل . وهو كما ترى . فتحصّل ممّا ذكرنا بطوله أنّ أهل الكتاب وإن كانوا مشركين ببعض مراتبه ، وببعض الاعتبارات ، إلَّا أنّ المتتبّع في القرآن المجيد يرى أنّ المشركين في لسان القرآن هم عبدة الأصنام وغيرها الَّذين اعتقدوا بأنّها تملك لهم نفعا ، وضرّا ، وهم
[1] الوسائل باب 11 من أبواب مقدّمة العبادات : ح 16 . [2] مستدرك الوسائل باب 11 من أبواب مقدّمة العبادات : ح 12 . [3] الأعراف : 189 و 190 .