نام کتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء ( ط.ج ) نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 118
< فهرس الموضوعات > ضرار يصف عليا عليه السلام عند معاوية < / فهرس الموضوعات > وكان يطوي يومين أو ثلاثة من الجوع ، ويشدّ حجر المجاعة على بطنه الشريف . وكان فراشه التراب ، و وساده الحجر . ومن خبر ضرار بن ضمرة الضبابي [1] عند دخوله على معاوية ومسألته عن أمير المؤمنين ، قال فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سدوله ، وهو قائم في محرابه ، قابض على لحيته ، يتململ تململ السليم أي الملسوع ويبكي بكاء الحزين ، وهو يقول : « يا دنيا يا دنيا إليك عنّي ، أبي تعرّضت ؟ أم إليّ تشوّقت ؟ لا حان حينك ، هيهات هيهات غرّي غيري ، لا حاجة لي فيك ، قد طلَّقت ثلاثاً لا رجعة لي فيك ، فعيشك قصير ، وخطرك يسير ، وأملك حقير ، آه من قلَّة الزاد وطول الطريق وبُعد السفر وعظيم المورد » . فقال له معاوية لعنه اللَّه يا ضرار ، صف لي عليّاً ، فقال له : اعفني من ذلك ، فقال : ما أعفيك يا ضرار ، قال : ما أصف منه ؟ ! كان واللَّه شديد القوى ، بعيد المدى ، ينفجر العلم من أنحائه ، والحكمة من أرجائه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويأنس بالليل ووحشته . لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، حسن المعاشرة ، سهل المباشرة ، خشن المأكل ، قصير الملبس ، غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلَّب كفّه ، ويحاسب نفسه . وكان فينا كأحدنا ، يجيبنا إذا سألناه ، ويبتدئنا إذا سكتنا ، ونحن مع تقريبه إلينا أشدّ ما يكون صاحب لصاحبه هيبةً لا نبتدئه الكلام لعظمه ، يحبّ المساكين ، ويقرّب أهل الدين . وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه ، قابضاً على لحيته ، يتململ تململ السليم أي الملسوع ويبكي بكاء الحزين ، ويقول : يا دنيا يا دنيا ، غرّي غيري ، أبي تعرّضت أم إليّ تشوّقتِ ، هيهات هيهات ، قد طلَّقتك ثلاثاً لا رجعة لي فيك ، فعمرك قصير ، وخطرك حقير ، آهٍ من قلَّة الزاد وبعد السفر
[1] في نهج البلاغة : 480 حكمة 77 ضرار بن حمزة الضبائي ، وفي إرشاد القلوب 2 : 24 ضرار بن ضمرة اللَّيثي .
118
نام کتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء ( ط.ج ) نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 118