أخرج حديثا من صحيح أبي داود عن النبي ( صلَّى اللَّه عليه وآله ) أنه قال : « ان اللَّه يبعث لهذه الأمة عند رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها » ، ثم قال في شرح غريب هذا الباب : « والأجدر أن يكون ذلك إشارة إلى حدوث جماعة من الأكابر المشهورين على رأس كل مائة يجدّدون للناس دينهم ويحفظون مذاهبهم التي قلَّدوا فيها مجتهديهم وأئمتهم ، ونحن نذكر المذاهب المشهورة في الاسلام التي عليها مدار المسلمين في أقطار الأرض هي : مذهب الشافعي وأبي حنيفة ومالك وأحمد ومذهب الامامية » . ثم إنه عدّ ممن كان مجددا لمذهب الامامية على رأس المائة الأولى محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) وعلى رأس المائة الثانية علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) وعلى رأس المائة الثالثة أبا جعفر محمد بن يعقوب الكليني وعلى رأس المائة الرابعة المرتضى الموسوي أخا الرضي ( انتهى نقلا عن الكنى والألقاب ) . توفي ( رحمه اللَّه تعالى ) ببغداد سنة ( 329 ه - ) ، سنة تناثر النجوم ، ودفن بباب الكوفة المعروف في زماننا هذا بالشورجة ، وقبره معروف في جامع كبير رزقنا زيارته . ( الثاني ) أبو جعفر الشيخ محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ( ره ) الملقّب بالصّدوق ، أستاذ الشيخ المفيد ( ره ) ، مؤلفاته نحو ثلاثمائة كتاب ورد بغداد سنة ( 355 ه - ) وهو حدث السن ، وله أيضا خصوصيتان ليستا في غيره : الأولى هو مؤلف الكتاب الثاني من الكتب الأربعة « من لا يحضره الفقيه » . الثانية : ولد بدعاء الحجة بن الحسن ( عجل اللَّه تعالى فرجه الشريف ) قال صاحب « قاموس الرجال » : وفي الغيبة : أنّ علي بن الحسين بن بابويه كانت تحته بنت عمه فلم يرزق منها ولدا ، فكتب إلى أبي القاسم ( حسين ) بن روح أن يسأل الحضرة أن يدعو اللَّه أن يرزقه أولادا فقهاء ، فجاء الجواب ، : « أنك لا ترزق من هذه ، وستملك جارية ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين » قال أبو عبد اللَّه بن سورة : ولأبي الحسن بن بابويه ثلاثة أولاد