والمكافحة جارية ، بحروب دامية ، وما هذا الا إعادة حوادث الكرخ على الملة الجعفرية المظلومة ، التي من عادتها أن تكون حقوقها مهضومة . وقد كتبنا سابقا الرؤيا التي أراني اللَّه في الزمان القديم فراجع [1] < فهرس الموضوعات > المخبر الصادق يخبر عن انتقال الحوزة من النجف إلى قم < / فهرس الموضوعات > المخبر الصادق يخبر عن انتقال الحوزة من النجف إلى قم لا يخفى أنّ اللَّه تعالى هو منبع الغيب بالأصالة ، وعنده مفاتحه لا عند غيره كما قال : * ( وَعِنْدَه ُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ ) * [2] لكن لا شك في أنه يظهر عليه من يشاء من عباده ، كما يقول * ( فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِه ِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) * [3] . بل ربما يظهر عليه بعض عباده لمصالح ، وان كان هذا العبد كافرا ، كما فعله العزيز بعزيز مصر ، وقد ذكره في كتابه * ( قالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ ) * [4] فحجة اللَّه الذي أرسله لعباده ، وهو خيرة من خياره ، أولى أن يجعله مركزا لأخباره ، ومحلا لأسراره . وقد أخبر نبينا الأعظم ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) بأخبار كثيرة قبل وقوعها ، والمراد من الآية الشريفة * ( لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ ا للهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ) * [5] مفاتح الغيب التي هي عند اللَّه خاصة ، والمعنى : أني لا أقول لكم عندي علم الغيب بالأصالة بغير أن يخبرني اللَّه ، بل انني محتاج اليه في جميع الأمور والعلوم ، ومنها علم الغيب . وكيف لا ، وقد امتلأت صفحات التاريخ بما أخبر به النبي ( صلَّى اللَّه عليه وآله ) والأئمة المعصومون بالحوادث الواقعة بعدهم كأشراط الساعة ، وأخبار المهدى ( عجل اللَّه
[1] راجع المجلد الأول ص 38 من هذا الكتاب . [2] الأنعام 59 . [3] الجن 27 . [4] يوسف 43 . [5] الأنعام 50 .