متورّكاً ، وأمّا من نام قائماً أو راكعاً أو ساجداً أو قاعداً - سواء كان في الصلاة أو غيرها فلا وضوء عليه [1] . ثمّ إنّ المراد بالنوم هو ما يستولي على القلب ، ويوجب تعطيل الحواسّ عن الإحساس ، وأمارته هو تعطيل السمع عن السماع ؛ للملازمة بينه وبين الاستيلاء على القلب ، وهذا بخلاف حاسّة البصر ، فإنّ استيلاء النوم عليها لا يؤثّر في تحقّق النوم الحقيقي ؛ لعدم الملازمة بينه وبين نوم القلب والاذُن ، كما صرّح به في صحيحة زرارة المشهورة [2] ، التي استُدلّ بها على حجّيّة الاستصحاب . ومنه يظهر وجه الجمع بين الأخبار المختلفة الواردة في المقام : التي يدلّ بعضها : على أنّ النوم الناقض هو النوم حتّى يذهب العقل [3] . وبعضها : على أنّ الناقض هو النوم الغالب على القلب [4] . وفي بعضها : النوم الغالب على السمع [5] . وفي الآخر : هو النوم الغالب على حاسّتي السمع والبصر [6] .
[1] المحلَّى بالآثار 1 : 213 ، بداية المجتهد 1 : 37 . [2] تهذيب الأحكام 1 : 8 / 11 ، وسائل الشيعة 1 : 245 ، كتاب الطهارة ، أبواب نواقض الوضوء ، الباب 1 ، الحديث 1 . [3] تهذيب الأحكام 1 : 6 / 4 ، الإستبصار 1 : 79 / 245 ، وسائل الشيعة 1 : 252 ، كتاب الطهارة ، أبواب نواقض الوضوء ، الباب 3 ، الحديث 2 . [4] تهذيب الأحكام 1 : 8 / 11 ، وسائل الشيعة 1 : 246 ، كتاب الطهارة ، أبواب نواقض الوضوء ، الباب 1 ، الحديث 1 . [5] تهذيب الأحكام 1 : 7 / 9 ، الإستبصار 1 : 80 / 251 ، وسائل الشيعة 1 : 253 ، كتاب الطهارة ، أبواب نواقض الوضوء ، الباب 3 ، الحديث 7 . [6] الكافي 3 : 37 / 16 ، وسائل الشيعة 1 : 247 ، كتاب الطهارة ، أبواب نواقض الوضوء ، الباب 1 ، الحديث 8 .