تذنيب : حول تفسير الشيخ للرياء ذكر الشيخ ( قدّس سرّه ) في تفسير الرياء ما ملخّصه : " أنّ الرياء - كما ذكره بعض علماء الأخلاق طلب المنزلة عند غيره تعالى [1] ، وظاهره الاختصاص بداعي مدح الناس ، فلو قصد بذلك رفع الذمّ عن نفسه ، كما إذا راعى في القراءة آدابها غير الواجبة ؛ دفعاً لنسبة النقص إليه بجهله بطريق القرّاء ، لم يكن بذلك بأس ، وظاهر الأخبار الواردة في باب الرياء أيضاً الاختصاص بذلك . نعم لو كان دفع الضرر داعياً مستقلا إلى أصل العمل دون خصوصيّاته فسد ، ولو كان جزء الداعي فحكمه حكم الضميمة المباحة ؛ لأنّه أحد أفرادها ، وعلى هذا فمطلق الرياء ليس محرّماً ؛ لأنّ التوصّل إلى دفع الضرر ولو بطلب المنزلة عند الناس لا دليل على تحريمه ، بل قد يجب ، وظاهر الأخبار حرمة الرياء بقول مطلق ، والأجود تخصيص حقيقته بما هو ظاهر التعريف الأوّل ، فدفع الضرر من الضمائم غير المحرّمة . نعم يبقى على ما ذكرنا : طلب المنزلة عند الناس لتحصيل غاية راجحة ، كترويج الحقّ وإماتة الباطل ، فالظاهر عدم دخوله في الرياء ؛ لأنّ مرجعه إلى طلب المنزلة عند الله . ولو نوقش في الصدق ، منعنا حرمته ؛ لأنّ حرمة الرياء معارضة بعموم رجحان تلك الغاية " [2] .
[1] انظر المحجّة البيضاء 6 : 148 ، جامع السعادات 2 : 373 . [2] الطهارة ، ضمن تراث الشيخ الأعظم 2 : 105 106 .