الحسين عليه السّلام وبمكَّة والمدينة وأنا مقصّر ؟ فقال عليه السّلام : « تطوّع عنده وأنت مقصّر ما شئت وفي المسجد الحرام وفي مسجد الرسول صلَّى الله عليه وآله وفي مشاهد النبيّ صلَّى الله عليه وآله ، فإنّه خير » [1] . فإنّ ظاهر السؤال أنّه راجع إلى النوافل النهاريّة التي تكون ساقطة في السفر ، وخصوصا بقرينة قوله : وأنا مقصّر . فأجاب الإمام عليه السّلام بالعموم الذي يشملها وغيرها ، ولكن القدر المتيقّن منه هو النوافل النهاريّة ، نظير قولك لمن قال : أخاف زيدا : لا تخف من أحد ، فإنّ الزيد قدر متيقّن من هذا الكلام . ولا يعارضها خبر عمّار ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن الصلاة في الحائر ، قال عليه السّلام : « ليس الصلاة إلَّا الفرض بالتقصير ، ولا تصلّ النوافل » [2] ، لأنّ هذا الخبر ناف للتخيير في الحائر الذي هو أحد الأماكن الأربع ، وقد حكم في أخبار كثيرة بأنّ التخيير فيها من مخزون علم الله ، فمن المحتمل قويّا صدور الخبر تقيّة .
[1] الوسائل : كتاب الصلاة ، الباب 26 من أبواب صلاة المسافر ، الحديث 2 . [2] الوسائل : كتاب الصلاة ، الباب 26 من أبواب صلاة المسافر ، الحديث 3 .