نام کتاب : كتاب الصلاة نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 165
فتبقى العبارة خالية عن ذكر العلم بالجهة التي هي قبلة البعيد ، والبلوى بها أعم . إلا أن يقال : إيجاب التعويل على تلك العلامات ، مع فرض إفادتها العلم بالجهة ( و ) ، الحكم بأنه ( يجتهد مع الخفاء ) [1] أي خفاء تلك العلامات ، في قوة التصريح بأنه يجب على من فقد العلم بالعين - كالبعيد - العلم بالجهة بإعمال تلك العلامات ، ومن فقد ذلك يجتهد في الأمارات الموجبة للظن بالجهة . ويمكن - أيضا - ابتناء الكلام على عدم كون العلامات مفيدة للعلم لأغلب الناس لعدم اطلاعهم على وجه دلالتها على الجهة ، بل هذا مخفي على من عدا الرصدي الدقيق ، المباشر لملاحظة طول البلد وعرضه بالنسبة إلى طول مكة زادها الله شرفا وعرضها ، فيكون مرجع جل الناس في ذلك إلى قول أهل الرصد ، وقولهم لا يفيد إلا الظن ! لأن فنهم علم دقيق لا يؤمن فيه الخطأ في الأحكام والاشتباه في الموضوعات والمحاسبات وغيرها . بل ربما حكي عن بعض [2] أنه قال - وأفرط فيما قال - : إن شيئا من كلامهم لا يفيد علما ولا ظنا ، ولا وثوق لنا بإسلامهم فضلا عن عدالتهم ، فكيف يحصل لنا علم أو ظن بصحة ما يلقونه إلينا من قواعدهم ؟ ! وهذا القول وإن كان مصادما للوجدان إلا أن دعوى حصول العلم
[1] هذه الفقرات من كتاب الإرشاد تعرض المؤلف قدس سره لشرحها مكررا ، راجع الملحق رقم ( 1 ) الصفحات 475 - 482 . [2] حكاه في المستند 1 : 259 ، وتعرض له الشيخ بهاء الدين في الحبل المتين : 193 بعنوان : ( فإن قلت ) ، وأجاب عنه .
165
نام کتاب : كتاب الصلاة نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 165