responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب الشهادات ، الأول نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 221

إسم الكتاب : كتاب الشهادات ، الأول ( عدد الصفحات : 461)


أما ما ذكره في الشق الأول ففيه : أن الانسان قد يندم على ما فعله ، ويكون لشدة خجله مما فعل غافلا عن حب المغفرة . فلا ملازمة بين الأمرين ، ولعل الشيخ يريد حال الالتفات وتحقق الاشتياق إلى المغفرة .
وفي الشق الثاني نقول بالوجه الأول وهو عدم الاعتبار لاطلاقات الندم ، وأما رواية ( لا كبيرة مع الاستغفار ) فلا تنفي زوال الكبيرة مع التوبة ، لعدم إفادتها الحصر ، بل إن الاستغفار المؤثر يكون دائما عن الندم . وكذا الكلام في الخبرين الآخرين .
والتحقيق : إن الانسان التائب يسؤه فعله في أول الأمر فيندم منه ، ثم يستغفر الله ، أي يطلب منه الغفران ، فالاستغفار هو طلب المغفرة المسبوق بالندم والعزم على عدم العود . والمراد من التوبة هو الرجوع إلى الله ، والإطاعة العملية في أوامره ونواهيه .
والمستفاد من قوله عليه السلام في خبر جنود العقل والجهل : ( التوبة وضدها الاصرار ، والاستغفار وضدها الاغترار ) هو أن التوبة توجب المغفرة من الله تفضلا منه عز وجل ، لكن التائب مأمور بالاستغفار لئلا يغتر بعفو الله وتوبته عليه ، فيكون الاستغفار غير التوبة ، وهي تتحقق بدونه لكنه مكمل لها .
فتحصل أن التوبة غير الاستغفار لغة وعرفا ، نعم قد يظهر الانسان ندمه على المعصية وعزمه على عدم العود بقوله أستغفر الله ، كما يظهر ذلك بقوله أتوب إلى الله . وإذا جمع بينهما فقال : أتوب إلى الله واستغفره ، أو : أستغفر الله وأتوب إليه كان أكمل ، لأن ( أتوب إلى الله ) اظهار للندم ، ( وأستغفر الله ) طلب للستر عليه ، فإن الغفر في اللغة التغطية ، فهو حينما يندم ويتوب إلى الله يطلب منه الستر ، لأن الله قد لا يستر على من عصاه ، كما في قصة آدم عليه السلام ، إذ قال : ( وعصى آدم ربه فغوى ) وحكى قصته في القرآن الكريم وغيره من

221

نام کتاب : كتاب الشهادات ، الأول نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست