والقرعة نوع من أنواع القسمة عند المالكية [1] . الحكم التكليفي 3 - القرعة مشروعة باتفاق الفقهاء ، وقد تكون مباحة أو مندوبة أو واجبة أو مكروهة أو محرمة في أحوال سيأتي بيانها . ودليل مشروعيتها الكتاب والسنة . فأما مشروعيتها من القرآن الكريم فقوله تعالى : { وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم } [2] ، أي يحضنها ، فاقترعوا عليها . وقال تعالى : { وإن يونس لمن المرسلين * إذ أبق إلى الفلك المشحون * فساهم فكان من المدحضين } [3] . عن ابن عباس . . . قوله : * ( فساهم ) * يقول : " أقرع " [4] . وأما مشروعيتها من السنة المطهرة ، فحديث أبي هريرة . . . : " عرض النبي ( صلى الله عليه وآله ) على قوم اليمين فأسرعوا ، فأمر أن يسهم بينهم في اليمين أيهم يحلف " [5] . وعن عائشة . . . قالت : " كان رسول ( صلى الله عليه وآله ) إذا أراد سفرا أقرع بين
[1] الشرح الكبير : 3 / 498 . [2] سورة آل عمران : 44 . [3] سورة الصافات : 139 - 141 . [4] تفسير الطبري : 22 / 63 . [5] حديث أبي هريرة : " عرض النبي ( صلى الله عليه وآله ) على قوم اليمين . . . " أخرجه البخاري ( فتح الباري 5 / 285 ) .