قول النبي صلى الله عليه وآله : الزعيم غارم [1] . ومن طريق الخاصّة قول الباقر عليه السلام : أنّ علياً عليه السلام أتى برجل كفل برجل بعينه فأخذ الكفيل فقال : احبسوه حتّى يأتي بصاحبه [2] . ولإطباق الناس عليه في جميع الأعصار [3] . قال سيّدنا الأستاذ رحمه الله : الكفالة هي التعهد بإحضار المدين وتسليمه إلى الدائن عند طلبه ذلك [4] . شروط العقد : بما أنّ عقد الكفالة من العقود اللازمة ، فيشترط فيه كلّ ما يشترط فيها بحسب أدلَّتها العامّة الَّتي مرّت بنا مراراً في مختلف الأبواب ، كما قال المحقّق صاحب الجواهر رحمه الله : وفي خصوص الألفاظ والمعاطاة فيها على نحو ما تقدّم في البيع وغيره ، وكذا اعتبار المقارنة بين إيجابها وقبولها ، والعربية ونحوها ممّا يعتبر في العقود اللازمة [5] . قال سيّدنا الأستاذ رحمه الله : تصحّ الكفالة بالإيجاب من الكفيل بكلّ ما يدلّ على تعهده والتزامه ، والقبول من الدائن بكلّ ما يدلّ على رضاه بذلك [6] . شروط المتعاقدين : قال العلَّامة رحمه الله : يشترط في الكفيل البلوغ والعقل والحرّية وجواز التصرّف ، فلا تصحّ كفالة الصبي ولا المجنون ولا مَن لا يجوز تصرّفه ، كالسكران والغافل والنائم والساهي والمحجور عليه للسفه والفلس ، لأنّ الكفالة تستلزم غرم المال مع عدم الإحضار ، وهؤلاء كلَّهم ممنوعون من التصرّف في أموالهم ، ولا يشترط
[1] مسند أحمد بن حنبل : ج 5 ص 267 و 292 . [2] عوالي اللآلي : ج 2 ص 257 ح 3 . [3] تذكرة الفقهاء : ج 2 ص 99 . [4] منهاج الصالحين : ج 2 ص 189 . [5] جواهر الكلام : ج 26 ص 185 . [6] منهاج الصالحين : ج 2 ص 190 .