وبمناسبة اجتماع وزراء أعضاء منظمة التجارة الدولية في سياتل عام 2000 ، أخبرت الإذاعات وعكست الأقمار الصناعية ، لقطات وصور من مظاهرات صاخبة جدّاً مؤلفة من مختلف طبقات الناس ، وخاصة الطبقة العاملة والمزارعة ، وجماعات من المثقفين من أصحاب الفكر الاقتصادي والنقابي ، والاجتماعي والحقوقي ، وقد خرجت هذه الجموع تندد بالمجتمعين واجتماعهم الذي عقدوه لمدارسة الصيغة العالمية للاقتصاد العالمي ، مما يدل على سخط الجماهير منها ، ونقمتهم عليها وعلى العولمة الغربية الجديدة وأسلوبها الظالم . وقد استطاع المتظاهرون رغم الحواجز الأمنية وبعد المواجهات العنيفة بينهم وبين الشرطة من احتجاز الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في الفندق لمدة أربع ساعات ونصف ، وشلّ أعمال التجمع لليوم الأول ، وبعد أن أوصل بيل كلينتون نفسه إلى المؤتمر أشار في خطابه إلى أنه على الدول أن تأخذ بعين الاعتبار الشعارات التي نادى بها المتظاهرون ، والتي سمعها هو مباشرة خلال إحتجازه في الفندق والتي كان منها ما يلي : الرأسمالية وحش قاتل . الرأسمالية دولة الأثرياء . نريد معلوماتية تخدم الإنسان . نطالب بقيم الإنسان وليس بقيم ملَّاك الشركات والمؤسسات الكبرى . لا نريد عولمة لجمع الثروة فقط . لا نريد حريات اقتصادية تسحق حق العيش الكريم . الإنسان بلا ضمانات يأكله وحش المال . النظام الرأسمالي يدفع المواطنين إلى الانتحار . إلى غير ذلك .