ميسمها ، فقلت له : ثكلتك الثواكل يا عقيل أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه ، أتئنّ من الأذى ولا أئنّ من لظى ، وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها ومعجونة شنئتها كأنما عجنت بريق حية أو قيئها فقلت : أصله أم زكاة أم صدقة فذلك محرم علينا أهل البيت ، فقال : لا ذا ولا ذاك ولكنها هدية ، فقلت : هبلتك الهبول أعن دين الله أتيتني لتخدعني أمختبط أنت أم ذو جنة أم تهجر ، والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها ، ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لا تبقى نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين » [1] . وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « في قوله تعالى : * ( فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ والْحِجارَةُ ) * [2] يا معاشر شيعتنا اتقوا الله واحذروا أن تكونوا لتلك النار حطبا وإن لم تكونوا بالله كافرين فتوقوها بتوقي ظلم إخوانكم المؤمنين ، وإنه ليس من مؤمن ظلم أخاه المؤمن المشارك له في موالاتنا إلا ثقل الله في تلك النار سلاسله وأغلاله ولن يقله يكفه منها إلا بشفاعتنا ولن نشفع إلى الله تعالى إلا بعد أن نشفع له في أخيه المؤمن فإن عفا شفعنا وإلا طال في النار مكثه » [3] . وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « من أرضى الخصماء من نفسه وجبت له الجنة بغير حساب ، ويكون في الجنة مدائن من نور ، وعلى المدائن أبواب من ذهب مكلل بالدر والياقوت ، وفي جوف المدائن قباب من مسك وزعفران ، من نظر إلى تلك المدائن يتمنى أن يكون له مدينة منها ، قالوا : يا نبي الله لمن هذه المدائن ؟ قال :
[1] نهج البلاغة ، الخطب : 224 من كلام له ( عليه السلام ) يتبرأ من الظلم . [2] سورة البقرة : 24 . [3] مستدرك الوسائل : ج 12 ص 101 ب 77 ح 13630 .