ولا يجوز أي عمل يوجب إيذاء الناس وإرعابهم ، والغدر بهم وبحياتهم ، أو يؤدي إلى تشويه سمعة الإسلام والمسلمين ، على تفصيل ذكرناه في كتاب ( اللاعنف في الإسلام ( [1] . فإن الرفق واللين مستحب في كل الأمور ، وفي خصوص الحكم واجب ، والعُنف والخُرق مكروه في كل الشؤون ، وفي خصوص الحكم حرام . وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثماني خصال ، وقوراً عند الهزاهز ، صبوراً عند البلاء ، شكوراً عند الرخاء ، قانعاً بما رزقه الله ، لا يظلم الأعداء ، ولا يتحامل للأصدقاء ، بدنه منه في تعب ، والناس منه في راحة ، إن العلم خليل المؤمن ، والحلم وزيره ، والعقل أمير جنوده ، والرفق أخوه ، والبر والده » [2] . وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « من زي الإيمان الفقه ، ومن زي الفقه الحلم ، ومن زي الحلم الرفق ، ومن زي الرفق اللين ، ومن زي اللين السهولة » [3] . وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « يجيء كل غادر يوم القيامة بإمام مائل شدقه حتى يدخل النار » [4] . وعن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألته عن قريتين من أهل الحرب لكل واحدة منهما ملك على حدة اقتتلوا ثم اصطلحوا ثم إن أحد الملكين
[1] يقع الكتاب في 248 صفحة وهو من إصدارات مركز الجواد للتحقيق والنشر . ويشتمل على الفصول التالية : اللاعنف في القرآن ، اللاعنف في الحديث الشريف ، اللاعنف في سيرة الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، اللاعنف في سيرة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، اللاعنف في المجتمع ، اللاعنف السياسي ، من معالم اللاعنف ، اللاعنف والمرأة ، ماذا عن العنف ، و . [2] الكافي : ج 2 ص 47 باب خصال المؤمن ح 1 . [3] وسائل الشيعة : ج 12 ص 159 ب 106 ح 15945 . [4] الكافي : ج 2 ص 337 باب المكر والغدر والخديعة ح 2 .