قال : به أختطف قلوب بني آدم . قال : فما الذي إذا صنعه الإنسان استحوذت عليه ؟ قال : إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله ونسي ذنوبه ، وأحذرك ثلاثة لا تخل بامرأة فإنه ما خلا رجل بامرأة لا تحل له إلا كنت صاحبه أفتتنه بها ، ولا تعاهد الله عهدا إلا وفيت به ، ولا تخرجن صدقة إلا أمضيتها ، فإنه ما أخرج رجل صدقة ولم يمضها إلا كنت صاحبها دون أصحابه حتى أحول بينه وبين الوفاء بها ، ثم ولى وهو يقول : يا ويلتاه علم موسى ما يحذر به بني آدم » [1] . وعن محمد بن الطيار قال : دخلت المدينة وطلبت بيتاً أتكاراه فدخلت داراً فيها بيتان بينهما باب وفيه امرأة ، فقالت : تكاري هذا البيت . قلت : بينهما باب وأنا شاب ، فقالت أنا أغلق الباب بيني وبينك ، فحولت متاعي فيه وقلت لها : أغلقي الباب ، فقالت : تدخل علي منه الروح دعه ، فقلت : لا أنا شاب وأنت شابة أغلقيه ، فقالت : اقعد أنت في بيتك فلست آتيك ولا أقربك ، وأبت أن تغلقه ، فلقيت أبا عبد الله ( عليه السلام ) فسألته عن ذلك ، فقال : « تحول منه فإن الرجل والمرأة إذا خليا في بيت كان ثالثهما الشيطان » [2] . وقال الحسن البصري : ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة ( عليها السلام ) كانت تقوم حتى تورم قدماها وقال النبي لها : « أي شيء خير للمرأة » ؟ قالت : « أن لا ترى رجلا ولا يراها رجل » فضمها إليه وقال : « * ( ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ ) * [3] » [4] .
[1] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر : ج 1 ص 103 باب تهذيب الأخلاق . [2] من لا يحضره الفقيه : ج 3 ص 252 باب المزارعة والإجارة ح 3913 . [3] سورة آل عمران : 34 . [4] المناقب : ج 3 ص 342 فصل في سيرتها .