مجابهة العولمة الاقتصادية الغربية مسألة : إن الله تعالى جعل المسلمين أمة واحدة بقوله سبحانه : * ( إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً ) * [1] ، وجعل لها حضارة عريقة ، وأسلوباً جديداً في الأمور الحيوية ، ومنهجاً حديثاً في الشؤون الاقتصادية حيث قال تعالى : * ( فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ ولا تُظْلَمُونَ ) * [2] ورزقهم رغبة ملحّة في بناء مستقبل أجيالهم . وعليه : فلا بدّ لنا نحن المسلمين أن نترك السياسات الاقتصادية القطرية الضيقة التي لا تمت إلى الإسلام بصلة ، إلى سياسة التكتل الاقتصادي الإسلامي الضخم ، لمواجهة التكتلات الاقتصادية العالمية العملاقة ، ولا بد من اغتنام الفرصة وانتهازها للدخول في النظام العالمي الجديد : العولمة ، وتحديها بوضع أسس التعاون الاقتصادي الإسلامي ، وإراءة نظام اقتصادي كامل وشامل ، يجمع بين النمو والازدهار ، والعدل والأخلاق . وهنا لا بد من الإشارة إلى بعض الإجراءات التي بواسطتها يمكن مواجهة العولمة الغربية ، وصد أمواج فسادها ودمارها . الإجراء الأول : مسألة : يلزم طرح أصول الاقتصاد الإسلامي المستنبط من القرآن الكريم والسنة الشريفة ، من مثل قوله تعالى : * ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الأَرْضِ