كيف تكوّنت العولمة ؟ مسألة إن الله تعالى جبل الإنسان وفطره على العولمة ، وأرسل إليه نظاماً عالميا يحمل طابع الكونية في فكره وثقافته ، وفي اقتصاده وسياسته ، ومن هنا تكوّنت العولمة . إن الإسلام هو أول من جاء بأسس العولمة الصحيحة ، وبلَّغ لها ، ودعا إليها ، قال الله تعالى : * ( ومَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْه وهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ ) * [1] وحيث إن كلمة : « من » في الآية الكريمة من كلمات العموم ، فالخطاب موجه إلى كل أهل الأرض ، وجميع أهل العالم ، ولا يمكن أن يكون الخطاب من الله الحكيم موجها إلى كل أهل الأرض ، إلا إذا كان الإسلام الذي أنزله الله تعالى في كتابه ، وبعث به رسوله الحبيب محمد ( صلى الله عليه وآله ) جامعاً لكل أسس العولمة الصحيحة ، وشاملاً لجميع القوانين الصالحة لإدارة العالم كله على نهج عادل وقويم ، موفراً لكل أهل العالم فرداً وجماعة الرغد والدعة ، والأمن والاستقرار ، والسعادة والعيش الهنيء ، والإسلام فعلاً هو كذلك ، وإلا لما دعا الله تعالى وهو الحكيم المطلق العالم كله إليه ، وحذّر من التديّن بغيره من الأديان والمبادئ الأخرى . ويؤيد ذلك قوله تعالى مخاطباً رسوله الكريم ( صلى الله عليه وآله ) : * ( وما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً ونَذِيراً ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) * [2] .