responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه العولمة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 42


والإمامة والمعاد في يوم القيامة ، وكل شيء ينحرف عن هذا المعتقد السليم فهو انحراف عن الفطرة والعقلانية .
العولمة الصحيحة أمر لا بدّ منه مسألة : إن العولمة الصحيحة هدف إنساني لا غناء عنه إلا بنشره وتعميمه ، ولا طريق للإنسانية أمامها إلا بالدخول فيها والانتماء إليها ، علما بأنه لم يكن الدخول فيها قد بدأ في هذه الأيام ، بل منذ إرسال الأنبياء أولي العزم عليهم السلام وأخذت تتبلور وتتكامل منذ بدء عهد الرسالة الإسلامية ، ففي يوم الأحزاب عندما كان رسول الله صلى الله عليه وآله والمسلمون معه يحفرون الخندق حول المدينة ليأمنوا جانب العدو استعصى عليهم حجر صلد ، فضربه رسول الله صلى الله عليه وآله بمعوله فانقدحت منه شرارة وسطح منها نور ، فقال صلى الله عليه وآله وهو يبشر المسلمين : إني رأيت فيه قصور الحيرة ومدائن كسرى ، ثم ضربه ثانية وثالثة ، فانقدحت في كل ضربة شرارة ، وسطح منها نور كذلك ، وفي كل مرة يقول صلى الله عليه وآله لأصحابه بأنه رأي فيها هدفا من الأهداف العالمية ، حيث بشر المسلمين بأنهم يصلون إلى تلك البلاد وينشرون الإسلام فيها ، فإن الإسلام دين عالمي [1] .



[1] راجع مجمع البيان ، ج 2 ص 269 ، وفيه : إن النبي صلى الله عليه وآله خط الخندق عام الأحزاب ، وقطع لكل عشرة أربعين ذراعا ، فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي ، وكان رجلا قويا ، فقال المهاجرون : سلمان منا ، وقال الأنصار : سلمان منا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : « سلمان منا أهل البيت » . قال عمرو بن عوف : كنت أنا وسلمان وحذيفة ونعمان بن مقران المزني ، وستة من الأنصار ، في أربعين ذراعا ، فحفرنا حتى إذا كنا بجب ذي ناب ، أخرج الله من بطن الخندق صخرة مروة ، كسرت حديدنا ، وشقت علينا ، فقلنا : يا سلمان ! ارق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبره خبر هذه الصخرة ، فإما أن نعدل عنها ، فان المعدل قريب ، وإما أن يأمرنا فيه بأمره ، فإنا لا نحب أن تجاوز خطه . قال : فرقى سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ضارب عليه قبة تركية ، فقال : يا رسول الله ، خرجت صخرة بيضاء مروة ، من بطن الخندق ، فكسرت حديدنا ، وشقت علينا حتى ما يحتك فيها قليل ولا كثير ، فمرنا فيها بأمرك . فإنا لا تحب أن تجاوز خطك . قال : فهبط رسول الله صلى الله عليه وآله مع سلمان الخندق ، والتسعة على شفة الخندق ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله المعول من يد سلمان ، فضربها به ضربة صدعها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها ، حتى كان لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم ، فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله تكبيرة فتح ، وكبر المسلمون ، ثم ضربها رسول الله صلى الله عليه وآله الثانية ، فكسرها ، وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها ، حتى كان لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم فكبر رسول صلى الله عليه وآله تكبيرة فتح ، وكبر المسلمون ، ثم ضربها رسول الله صلى الله عليه وآله الثالثة ، فكسرها فبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها ، حتى كان لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم ، فكبر رسول صلى الله عليه وآله تكبيرة فتح ، وكبر المسلمون ، وأحد بيد سلمان ورقى . فقال سلمان : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لقد رأيت شيئا ما رأيت منك قط . فالتفت رسول الله صلى الله عليه وآله إلى القوم وقال : رأيتم ما يقول سلمان ؟ قالوا : نعم يا رسول الله . قال : ضربت ضربتي الأولى ، فيرق الذي رأيتم أضاءت لي منها قصور الحيرة ، ومدائن كسرى ، كأنها أنياب الكلاب ، فأخبرني جبرائيل إن أمتي ظاهرة عليها ، ثم ضربت ضربتي الثانية ، فبرق الذي رأيتم أضاءت لي منها القصور الحمر من أرض الروم ، ثم ضربت ضربتي الثالثة أضاءت لي منها قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبرائيل إن أمتي ظاهرة عليها ، فأبشروا ، فاستبشر المسلمون ، وقالوا : الحمد لله موعد صدق ، وعدنا النصر بعد الحصر . فقال المنافقون : ألا تعجبون ، يمنيكم ويعدكم الباطل ، ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ، ومدائن كسرى ، وأنها تفتح لكم ، وأنتم إنما تحفرون الخندق من الفرق ، ولا تستطيعون أن تبرزوا ؟ فنزل القرآن : * ( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) * سورة الأحزاب : 12 . وأنزل الله في هذه القصة : * ( قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء وتترع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك علي كل شيء قدير ) * سورة آل عمران : 26 .

42

نام کتاب : فقه العولمة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست