النزاهة في الحكم مسألة : ينبغي للحاكم الإسلامي والحكومة الإسلامية النزاهة الكاملة عن حب الدنيا وجمع الأموال ، فإن المال إذا كان بيد الحاكم والحكومة ، أفلس الناس وعاشوا الفقر والجهل والمرض والموت ، وإذا كان بيد الناس كان علامة على سلامة الحاكم والحكومة ، وقد خصص بيت المال للتوزيع العادل على الناس . ومن هنا انتفى الفقر في حكومة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حتى أنه رأى يوماً عاجزاً يتكفف فسأل متعجباً : « ما هذا ؟ » ولم يقل : من هذا ، ثم أجرى له من بيت مال المسلمين راتباً حتى لا يبقى فقير واحد في الحكومة الإسلامية . عن محمد بن أبي حمزة عن رجل بلغ به أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : مر شيخ مكفوف كبير يسأل فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « ما هذا » ، فقالوا : يا أمير المؤمنين نصراني ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « استعملتموه حتى إذا كبر وعجز منعتموه أنفقوا عليه من بيت المال » [1] . وقال الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « من دخل في الإسلام طائعاً وقرأ القرآن ظاهراً فله في كل سنة مائتا دينار في بيت مال المسلمين وإن منع في الدنيا أخذها يوم القيامة وافيةً أحوج ما يكون إليها » [2] . وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « لما ولي علي ( عليه السلام ) صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما إني والله ما أرزؤكم من فيئكم هذا درهماً ما قام لي عذق بيثرب فليصدقكم أنفسكم أفتروني مانعاً نفسي ومعطيكم ، قال : فقام إليه عقيل فقال
[1] تهذيب الأحكام : ج 6 ص 293 - 292 ب 92 ح 18 . [2] وسائل الشيعة : ج 6 ص 185 ب 9 ح 7685 .