قال : قطيعة الرحم . قال : ثم ماذا ؟ قال : الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف » [1] . وخطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الناس فحمد الله وأثنى عليه وذكر ابن عمه محمدا ( صلى الله عليه وآله ) فصلى عليه ثم قال : « أما بعد ، فإنه إنما هلك من كان قبلكم بحيث ما عملوا من المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك ، فإنهم لما تمادوا في المعاصي نزلت بهم العقوبات ، فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان أجلا ولا يقطعان رزقا » [2] . قوا أنفسكم وأهليكم مسألة : اللازم على كل إنسان وفي أي بلد أو مكان كان أن يصلح نفسه أولاً بالمواظبة على فعل الطاعات ، وترك المحرمات ، والتخلق بالأخلاق الطيبة ، والتأدب بالآداب الحسنة ، كما أمره الله عز وجل . ثم يعلَّم أهله وأقرباءه وجيرانه وأصدقاءه ، الأقرب فالأقرب ، بل جميع الناس إن أمكنه ذلك . قال تعالى : * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ والْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ الله ما أَمَرَهُمْ ويَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ) * [3] . وعن أبي خديجة قال : دخلت على أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال لي : « إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقي ، وتغيب
[1] تهذيب الأحكام : ج 6 ص 176 ب 80 ح 4 . [2] الزهد : ص 106 - 105 ب 20 ح 288 . [3] سورة التحريم : 6 .