إسم الكتاب : فضل الجمعة والجماعة ( عدد الصفحات : 67)
اللّه : طلب مطلق عطيته في التفرق لطلب رزقه بالبيع والشراء ، وطلب ثوابه بعيادة مريض ، والسعي في حاجة مسلم وزيارة أخ في اللّه ، وحضور مجلس علم ، ونحو ذلك . وقوله ( فانتشروا في الأرض ) أمر واقع بعد الحظر ، فيفيد الجواز والإباحة دون الوجوب ، وكذا قوله « وابتغوا ، واذكروا » . وقوله تعالى ( واذكروا اللّه لعلكم تفلحون ) المراد بالذكر أعم من الذكر اللفظي . ثم قال - رحمه اللّه - في تفسير قوله ( وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائما ) . . . إلخ » : الانفضاض - على ما ذكره الراغب - استعارة عن الانفضاض بمعنى انكسار الشيء وتفرق بعضه من بعض . وقد اتفقت روايات الشيعة والسنة على أنه ورد المدينة عير معها تجارة ، وذلك يوم الجمعة ، والنبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قائم يخطب ، فضربوا بالطبل والدف لاعلام الناس ، فانفض أهل المسجد إليهم ، وتركوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائماً يخطب فنزلت الآية فالمراد باللهو استعمال المعازف وآلات الطرب ليجتمع الناس للتجارة ، وضمير « إليها » راجع إلى التجارة ، لأنها كانت المقصودة في نفسها ، واللهو مقصود لأجلها . وقوله تعالى : ( قل ما عند اللّه خير من اللهو ومن التجارة واللّه خير الرازقين ) . أمر للنبي صلى اللّه عليه وآله وسلم أن ينبههم على خطاهم فيما فعلوا - وما أفظعه - والمراد بما عند اللّه : الثواب الذي يستعقبه سماع الخطبة والموعظة . وفي بحثه الروائي لآية الجمعة قال - قدس سره - : روي أنه كان بالمدينة إذا أذن المؤذن يوم الجمعة نادى مناد : حرم البيع لقول اللّه عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اللّه وذروا البيع ) [1] . وفي رواية ينادون في الأسواق : حرم البيع ،