نام کتاب : صلاة التراويح ، سنة مشروعة أو بدعة محدثة ؟ نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 35
( كانَ يصلي في شهر رمضانَ ، في غير جماعة ، عشرينَ ركعةً والوتر ) [1] . فقيدُ ( في غيرِ جماعةٍ ) في هذا النَّص مؤشرٌ على أنَّ النبيَّ الخاتَم ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ) لم يشرِّع صلاةَ ( التراويح ) ، ولم يأتِ بها . وتتحدثُ ( عائشة ) عن صلاة رسولِ اللّهِ ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ) في شهر رمضانَ ، فلا نرى في حديثها أيَّةَ إشارةٍ إلى ( التراويح ) من قريب أو من بعيد ، بل على العكسِ من ذلكَ نجدُ أنَّ حديثَها يدلُّ على أنَّه ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ) كانَ يصلّي نافلةَ شهر رمضان وغيره من الشهور من غير جماعةٍ . ولو كانَ النبي الخاتَم ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ) قد صلّى هذهِ النافلةَ في المسجد ، أو في أيِّ مكانٍ آخر ، لما كانَ يخفى علينا خبرُ هذهِ الصلاة ، ولورد نقلُه في كتب الحديث في غاية الوضوح ، ولكنَّ رسولَ اللّهِ ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ) لم يشرِّع هذهِ الصلاة ، بل جاءَ العكسُ على ذلك ، فقد روى ( البخاري ) عن ( عائشة ) في صحيحه قائلاً : ( حدثنا إسماعيل ، قالَ : حدّثني مالك عن سعيد المغبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنَّه سألَ عائشةَ رضيَ اللّهُ عنها : - كيفَ كانت صلاةُ رسولِ اللّهِ صَلّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ في رمضانَ ؟ فقالَت : - ما كانَّ يزيدُ في رمضانَ ولا في غيرِهِ على إحدى عشرةَ ركعةً ، يُصلّي أربعاً ، فلا تسأل عن حُسنهِنَّ وطولهِنَّ ، ثمَّ يُصلّي أربعاً ، فلا تسأل عن حُسنهِنَّ وطولهِنَّ ، ثمَّ يُصلّي ثلاثاً ، فقلتُ : يا
[1] الزحيلي ، د . وهبة ، الفقه الإسلامي وأدلته ، ج : 2 ، ص : 44 . وانظر : نيل الأوطار للشوكاني ، ج : 3 ، ص : 53 .
35
نام کتاب : صلاة التراويح ، سنة مشروعة أو بدعة محدثة ؟ نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 35