نام کتاب : صلاة التراويح ، سنة مشروعة أو بدعة محدثة ؟ نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 193
وهذا يدلُّ أيضاً على عدم ارتضاء أمير المؤمنين علي ( عَليهِ السلامُ ) لسيرة وسنة ( عثمان ) ، فلا يمكنُ جعلُ السنتين في عرضٍ واحد . * ما وردَ على لسان أمير المؤمنين علي ( عَليهِ السلامُ ) من الاحتجاج في مسألة الخلافة على كلٍّ من ( أبي بكر ) و ( عمر ) و ( عثمان ) ، وكونه أحق بالخلافة وولاية أمرِ المسلمين منهم جميعاً ، وأنَّه إنَّما سكتَ عن حقِّه حفاظاً على وحدةِ كلمة الأُمّة ، وحقناً لدماءِ المسلمين ، وخوفاً من وقوعِ الفتنة بينَهم . وكانَ أميرُ المؤمنينَ علي ( عَليهِ السلامُ ) يُعربُ عن عدم ارتياحه ورضاه ، وعن ألمه العميق لما صارت إليه هذهِ الأُمة من تياهٍ وضياع ، ولما حصل فيها من تصدّعٍ وانشقاق [1] .
[1] ومن ذلك قوله عَليهِ السلامُ عند سماعه بنبأ الشورى التي نصَّ عليها عمر قبل وفاته : ( بايع الناس لأبي بكر وأنا واللّهِ أولى بالأمرِ منه ، وأحقّ به منه ، فسمعتُ وأطعتُ مخافة أن يرجع الناسُ كفّاراً يضربُ بعضهم رقابَ بعضٍ بالسيف ، ثمَّ بايعَ الناسُ عمر وأنا واللّهِ أولى بالأمر منه ، وأحقّ به منه ، فسمعتُ وأطعت مخافةَ أن يرجع الناس كفّاراً يضربُ بعضهم رقابَ بعضٍ بالسيف ، ثمَّ أنتم تريدون أن تبايعوا عثمانَ ، إذاً أسمعُ وأطيع ، إنَّ عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم ، لا يعرف لي فضلاً عليهم في الصلاح ، ولا يعرفونه لي ، كلّنا فيه شرع سواء ، وأيم اللّه ! لو أشاء أن أتكلَّم ثمَّ لا يستطيع عربيُّهم ولا عجميهم ولا المعاهد منهم ولا المشرك ردَّ خصلةٍ منه لفعلت ) : انظر الحديث بتمامه في كنز العمال ، ج : 5 ، ص : 724 - 726 ، ح : 14243 . ومنها قوله عَليهِ السلامُ في بيان خلفيات موقفه ، وأهداف سكوته عَليهِ السلامُ : ( فأمسكتُ يدي حتى رأيتُ راجعةَ الناس قد رجعت عن الإسلام ، يدعونَ إلى محق دين محمدٍ ، فخشيتُ إن لم أنصر الإسلام وأهلَه أن أرى فيه ثلماً أو هدماً ، تكون المصيبة به عليَّ أعظم من فوتِ ولايتكم التي إنَّما هي متاع أيامٍ قلائل ) : نهج البلاغة : الكتاب / 62 . وقوله عندما انتهت إليه أنباء السقيفة : ( ما قالَت الأنصار ؟ قالَوا : قالَت : منّا أمير ومنكم أمير ، قالَ عَليهِ السلامُ : فهلاّ احتججتُم عليهم بأنَّ رسول اللّه صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ وصّى بأن يُحسن إلى محسنهم ، ويُتجاوز عن مسيئهم ؟ قالَوا : وما في هذا من الحجة عليهم ؟ قالَ عَليهِ السلامُ : لو كانت الإمامة فيهم لم تكن الوصيةُ بهم ، ثم قالَ عَليهِ السلامُ : فماذا قالَت قريش ؟ قالَوا : احتجَّت بأنَّها شجرة رسول اللّه صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ، فقالَ عَليهِ السلامُ : احتجّوا بالشجرة ، وأضاعوا الثمرة ) : نهج البلاغة : الكلام / 67 . وحسبُكَ ما في الخطبة الشقشقية من لوم وتقريع ، حيث يقولُ أمير المؤمنين عَليهِ السلامُ في جوانب منها : ( أما واللّه ، لقد تقمَّصها فلان ، وإنَّه ليعلم أنَّ محلي منها محلَّ القطب من الرَّحى ، ينحدرُ عنّي السيلُ ، ولا يرقى إليَّ الطير ، فسدلتُ دونَها ثوباً ، وطويتُ عنها كشحاً ، وطفقتُ أرتئي بينَ أن أصولَ بيدٍ جذّاء ، أو أصبرَ على طخيةٍ عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيبُ فيها الصغير ، ويكدحُ فيها مؤمن حتى يلقى ربَّه ! فرأيتُ أنَّ الصبرَ على هاتا أحجى ، فصبرتُ وفي العين قذىً ، وفي الحلق شجاً ، أرى تراثي نهباً ، حتى مضى الأول لسبيله ، فأدلى بها إلى فلانٍ بعدَه ، ثمَّ تمثَّل بقول الأعشى : شتان ما يومي على كورها * * * ويوم حيّان أخي جابر فيا عجباً ! ! بينا هو يستقيلُها في حياته ، إذ عَقَدها لآخر بعد وفاته . . . إلى أن يقولُ عَليهِ السلامُ ( فصبرتُ على طول المدّة ، وشدة المحنة ، حتى إذا مضى لسبيله ، جعلها في جماعةٍ زعم أنَّي أحدهم ، فيا للّه وللشورى ، متى اعترضَ الريبُ فيَّ مَعَ الأول منهم ، حتى صرتُ أُقرن إلى هذهِ النظائر ؟ لكنّي أسففتُ إذ أسفُّوا ، وطرتُ إذ طاروا ، فصغا رجل منهم لضغنه ، ومالَ الآخر لصهره ، مَعَ هنٍ وهَنٍ ، إلى أن قامَ ثالث القوم نافحا حضنيه ، بين نثيله ومعتلفه ، وقامَ معه بنو أبية ، يخضمونَ مالَ اللّه خضمةَ الإبل نبتةَ الربيع ، إلى أن انتكث عليه فتلُه ، وأجهزَ عليه عملُه ، وكَبَت به بطنتُه ) ! ! : نهج البلاغة : الخطبة / 3 .
193
نام کتاب : صلاة التراويح ، سنة مشروعة أو بدعة محدثة ؟ نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 193