responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاة التراويح ، سنة مشروعة أو بدعة محدثة ؟ نویسنده : الشيخ جعفر الباقري    جلد : 1  صفحه : 65


[1] إطلاق لفظِ ( البدعة ) على صلاة التراويح يشكّلُ إطلاقُ لفظ ( البدعة ) في الحديث المتقدم على هذهِ الصلاة قرينةً واضحةً على عدم وجود أيِّ ارتباط بين هذهِ الصلاة وبين الدين ، فمن الواضح أنَّ مفهومَ ( البدعة ) قد أخذ بُعدَه الاصطلاحي في مرتكزات الأصحاب ، نتيجةً لتناول النصوصِ النبويةِ له بكثرةٍ وتكرار ، وتأكيدِها على ذمِّه وانتقادِه ، ودعوتِها إلى ضرورة مواجهته ومكافحته واستئصاله .
فلفظ ( البدعة ) الواردُ في هذا الحديث إمّا أن يُرادَ به المعنى الاصطلاحي المرتكز في أذهان المتشرعة المؤمنين آنذاك ، أو يرادَ به المعنى اللغوي المحض .
فإنْ أُريد منه المعنى الاصطلاحي الذي تناولته الأحاديثُ النبويةُ الشريفةُ بالذم واللوم والتقريع ، فهذا يعني الأمرَ الحادثَ الذي لا أصلَ له في الدين ، وهو ثابتٌ بالاتفاق .
وإنْ أُريدَ منه المعنى اللغوي المحض ، فهو يعني الأمرَ الحادثَ من دون مثالٍ سابق ، والمبتكر بعد أنْ لم يكن موجوداً من قبل ، كما دلّت على ذلك ( الكتب اللغوية ) ( 1 ) .



[1] للبدعة في اللغة أصلان ، أحدُهما : ( البَدع ) ، وهو مأخوذٌ من ( بَدَعَ ) ، وثانيهما : ( الإبداع ) ، وهو ما مأخوذٌ من ( أبدعَ ) ، وكلا هذين الأصلين يعطي معنىً واحداً ، وهو عبارة عن إنشاء الشيء لا على مثالٍ سابق ، واختراعه وابتكاره بعد أن لم يكن . يقول الفراهيدي عن ( البَدع ) : ( هو إحداثُ شيء لم يكن له من قبل خلق ولا ذكر ولا معرفة ) . انظر : الفراهيدي ، العين ، ج : 2 ، ص : 54 ، ويقولُ الراغبُ عن ( الإبداع ) : ( هو انشاءُ صفةٍ بلا احتذاء واقتداء ) ، انظر : الراغب الاصفهاني ، معجم مفردات ألفاظ القرآن الكريم ، ص : 36 . وينصُّ الأزهري على أنَّ ( الإبداع ) أكثرُ استعمالاً من ( البَدع ) ، وهذا لا يعني أنَّ استعمالَ ( البَدع ) خطأ ، وإنَّما هو صحيح ولكنَّه قليل ، فيقول في ذلك : ( و ( أبدعَ ) أكثرُ في الكلام من ( بَدَعَ ) ، ولو استعمل ( بَدَعَ ) لم يكن خطأ ) ، انظر : لأزهري ، تهذيب اللغة ، ج : 2 ، ص : 241 . وعلى هذا الأساس تقول من ( البَدع ) : ( بدعتُ الشيء إذا أنشأته ) ، انظر : بن دريد ، جمهرة اللغة ، ج : 1 ، ص : 298 . وتقولُ من ( الإبداع ) : ابتدعَ الشيء : أي ( أنشأه وبدأه ) ، انظر : بن منظور ، لسان العرب ، ج : 8 ، ص : 6 . وتقول أيضاً : ( أبدعتُ الشيء أي اخترعته لا على مثال ) ، انظر : الجوهري ، الصحاح ، ج : 3 ، ص : 1183 . و ( أبدَعَ ) اللّه تعالى الخلقَ ( إبداعاً ) : أي خلقهم لا على مثال سابق ، و ( أبدعتُ ) الشيءَ و ( ابتدعته ) : استخرجته وأحدثته ، ومنه قيل للحالة المخالفة ( بِدعة ) ، وهي اسمٌ من ( الابتداع ) ، كالرفعة من الارتفاع ، انظر : الفيومي ، المصباح المنير ، ج : 1 ، ص : 38 . ومعنى ( البدعة ) : الشيء الذي يكون أولاً ، انظر : ابن منظور ، لسان العرب ، ج : 8 ، ص : 6 . وجمعُ ( البدعة ) ( البدع ) ، انظر : بن دريد ، جمهرة اللغة ، ج : 1 ، ص : 298 . وإنما سُميت ( بدعةً ) ؛ لانَّ قائلَها ابتدعها هو نفسُه ، انظر : الطريحي ، مجمع البحرين ، ج : 4 ، ص : 299 . وفي أسماء الله تعالى ( البديع ) : وهو الخالقُ المخترعُ لا على مثال سابق ، انظر : ابن الأثير ، النهاية ، ج : 1 ، ص : 106 . ويقولُ اللّه تعالى : ( بَديعُ السَّمواتِ والأَرضِ ) ، البقرة : 117 ، أي : مبتدعُها ومبتدئُها لا على مثال سبق ، انظر : الزبيدي ، تاج العروس ، ج : 5 ، ص : 270 . وبديعُ الحكمة غريبُها ، ومنه الحديث : ( روّحوا أنفسكم ببديع الحكمة ، فإنَّها تكلّ كما تكلّ الأبدان ) ، انظر : الطريحي ، مجمع البحرين ، ج : 4 ، ص : 298 . ويقولُ اللّهُ تعالى : ( وَرَهبَانيَّةً اَبَتَدعُوها الحديد : 27 ، أي : أحدثوها من عند أنفسهم . انظر : الطريحي ، مجمع البحرين ، ج : 4 ، ص : 298 . فيتحصلُ لدينا من خلال كلِّ ما تقدَّم أنَّ المعنى اللغوي ل‌ ( البدعة ) : هو الشيءُ الذي يُبتكرُ ويُخترعُ من دون مثال سابق ، ويُبدأ به بعد أن لم يكن موجوداً من قبل .

65

نام کتاب : صلاة التراويح ، سنة مشروعة أو بدعة محدثة ؟ نویسنده : الشيخ جعفر الباقري    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست