نام کتاب : صلاة التراويح ، سنة مشروعة أو بدعة محدثة ؟ نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 230
دورياً وثابتاً ؛ وبهذا فهو مقصود بكيفيته الخاصة ، ومنسوب إلى التشريع بما يحمل من مواصفات وخصوصيات معيّنة ، وهذا يعني قصد التشريع المنافي والمبطل لاندراجه تحت العموميات المشار إليها في كلام ( ابن أبي الحديد ) ، هذا فيما لو توافقنا معه جدلاً بشأنها . وقد حصل هذا الأمر فعلاً ، وجئ بهذهِ النافلة تحت عنوان الندب الشرعي ، وأخذ بعض المسلمين يتعاهدون هذا العمل دهراً بعد دهر على أنَّه سنَّة ثابتة من صميم التشريع ؛ ولذا رأينا فيما سبق أنَّ المصلين الذين نهاهم أمير المؤمنين علي ( عَليهِ السَّلامُ ) عن أداء هذهِ الصلاة وأوضح لهم أنَّها ( بدعة ) ، ومخالفة لحكم اللّه تعالى ، وسنَّة رسوله الخاتَم ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسِلَّمَ ) ، قد اعترضوا عليه ونادوا : ( واعمراه ) ! ومن بعد ذلك أصرّوا على مزاولتها ، والإقامة عليها . الملاحظة الثانية : إنَّ ما يمكن أن تشمله عموميات ما ورد في فضل صلاة الجماعة ، والدعوة إلى إقامتها على ما ذكره ( المعتزلي ) هو خصوص الأمر القابل للاتصاف بهذا العنوان ، والذي يمكن بشأنه ذلك ، لا الأمر المنهي عنه والخارج عن دائرة الصلوات بشكل عام ( إمّا لورود الدليل على عدم صحة الإتيان به ، أو لعدم الدليل عليه ) ، أو الخارج عن دائرة الصلوات التي تُسنُّ فيها صلاة الجماعة ، على أحسن التقديرين . وقد ورد عن الشريعة الإسلامية ثبوت بعض الصلوات المستحبة التي يجوز أن تُصلّى جماعةً بالأصالة أو بالعارض ، ولم نرَ فيما بين هذهِ الصلوات صلاةً يُقال لها ( التراويح ) ، على أنَّ هناك نهياً عاماً يشمل الصلاة جماعة في النافلة غير ما ذُكر بخصوصه من استثناء . قال السيّد ( محمد كاظم اليزدي ) في ( العروة الوثقى ) :
230
نام کتاب : صلاة التراويح ، سنة مشروعة أو بدعة محدثة ؟ نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 230