نام کتاب : صلاة التراويح ، سنة مشروعة أو بدعة محدثة ؟ نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 186
أ - الخلاف بين علي والخلفاءِ الثلاثة وقعت بينَ أميرِ المؤمنين ( عَليهِ السلامُ ) وبينَ الخلفاء الثلاثة الذينَ سبقوه خلافاتٌ تتعلّقُ بأُصولِ التشريع ومبانيه ، مما لا يمكنُ بشأنه القولُ بأنَّ الجميعَ يمثِّلُ السُنَّة ، ويحكي التشريع ، وأبرز هذهِ الخلافات هي : * ما مَّر معنا سابقاً من أنَّ أميرَ المؤمنين علياً ( عَليهِ السلامُ ) قد نهى المسلمينَ عن إقامة صلاة ( التراويح ) ، عندما سألوه أنْ ينصبَ لهم إماماً لأدائها ، وعرَّفهم بأنَّ ذلكَ خلافٌ لسُنَّة رسولِ اللّهِ ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) ، وسيرتِهِ الثابتة [1] . فمن الواضح أنَّ رسول اللّه ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) لو كانَ قد أمَرَ المسلمين باتباع سُنَّة الخلفاء الأربعة ، وأنّ سُنَّة كلِّ واحدٍ منهم مرضية بالنسبة إليه ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) ، ومجزئة للمسلمين ، لما كان هناك داعٍ لأن يردعَ أميرُ المؤمنين علي ( عَليهِ السلامُ ) عن سُنَّة عمر السابقة ، ويعتبرَها من البدع المخالفة لسُنَّةِ رسولِ اللّهِ ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) . " ما وردَ من أنَّ أميرَ المؤمنينَ علياً ( عَليهِ السلامُ ) قد خالفَ رأي ( عمر ) و ( عثمان ) في شأن متعة الحج ، حيثُ قالَ ( عمر ) و ( عثمان ) بعدم جوازها ، وشرَّعا تحريمَها ، وعدمَ جوازِ وصلها بالحج ، وأمّا أميرُ المؤمنين علي ( عَليهِ السلامُ ) فقد قالَ بجوازها ، وجواز الجمعِ بينَها وبين الحج ، ومن ثمَّ فقد جسَّد علي ( عَليهِ السلامُ ) هذهِ المخالفةَ عملياً ، ليثبتَ أنَّ سُنَّةَ رسولِ اللّهِ ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ) أحقُّ أنْ تُتَّبع .
[1] وقد قالَ ( عَليهِ السلامُ ) في ذلك : ( واللّهِ لقد أمرتُ الناسَ أنْ لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة ، وأعلمتُهم أنَّ اجتماعَهم في النوافل بدعةٌ ، فتنادى بعضُ أهل عسكري ممن يقاتلُ معي : يا أهلَ الإسلام ، غُيِّرت سُنَّة عمر ! ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعاً ) : الحر العاملي ، وسائل الشيعة ، ج : 5 ، ح : 4 ، ص : 193 .
186
نام کتاب : صلاة التراويح ، سنة مشروعة أو بدعة محدثة ؟ نویسنده : الشيخ جعفر الباقري جلد : 1 صفحه : 186