نظرة على الفصل الأول نستعرضُ من خلالِ هذا الفصل روايةَ صلاةِ ( التراويحِ ) نصاً ومضموناً ، اعتماداً على أكثرِ المصادرِ وَثاقةً لدى مدرسةِ الصحابة ، لكي نأخذَ فكرةً عن جذورِ ( التراويحِ ) في حياةِ المسلمين .ومن خلالِ هذا الاستعراض سوف نتوصلُ إلى النتيجةِ القائلةِ : بأنَّ صلاةَ ( التراويحِ ) تعني إقامةَ نافلةِ الليلِ في شهرِ رمضانَ جماعةً ، وقد ابتكرها ( عمرُ بنُ الخطاب ) في زمنِ خلافتِه ، واعتبرَها ( بدعةً ) بقوله : ( نعمتِ البدعةُ هذهِ ) .وسوفَ نتعرفُ على أنَّ القدرَ المتفقَ عليهِ بينَ ( مدرسةِ الصحابة ) ومدرسةِ أهلِ البيتِ ( ع ) هوَ أنَّ قيامَ الليلِ في جميعِ الليالي سُنَّةٌ مؤكدةٌ ، وثابتةٌ في التشريعِ بشكلٍ قاطعٍ ، وقد التزمَ النبيُّ الخاتَم ( ص ) بها ، وكذلكَ الأمرُ بالنسبةِ إلى قيامِ الليلِ في ليالي شهرِ رمضانَ فرادى ، فهو سُنَّةٌ مؤكدةٌ أيضاً على النحوِ المذكور .ونقطةُ الخلافِ بينَ المدرستينِ تتمحورُ في مشروعيةِ إقامةِ نافلةِ الليلِ في شهرِ رمضانَ جماعةً ، ف ( مدرسةُ الصحابة ) تدّعي بأنَّ ذلكَ مشروع ، وتعتمدُ أساساً على تشريعِ ( عمر ) لها ، وأما مدرسةُ أهلِ البيتِ ( ع ) فتعتقدُ بأنَّ إقامةَ هذهِ النافلةِ جماعةً أمرٌ لا علاقةَ له بالدين ؛ لأنَّه لا يختزنُ خصوصياتِ الأمرِ المشروع ، فيكونُ ( بدعةً ) في مقابلِ ( السُنَّة ) .صلاةُ التراويح