نام کتاب : شرح تبصرة المتعلمين ( كتاب القضاء ) نویسنده : آقا ضياء العراقي جلد : 1 صفحه : 424
ويدل عليها من الكتاب قوله تعالى : « وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ - البقرة : 188 » . انها تشنيع بفعل أولئك الذي كانوا يصانعون الحكام والأمراء ، وكانوا يتقربون إليهم بالهدايا والصنائع ، لغرض استجلاب نظرهم وإثارة طمعهم في حطام الدنيا ، فيرتكبوا مظالم العباد في صالح هؤلاء الطغمة العتاد [1] . فالعمل بمجموعه - ومنها تقديم الرشا - مورد التشنيع والإنكار اللاذع . فالآية الكريمة بذاتها دلت على حرمة إعطاء الرشا ، ولازمه حرمة الأخذ أيضا ، لأن العمل إذا كان بذاته ممقوتا ، وكان قائما بطرفين ، كان النهى متوجها إلى كلا العاملين القائم بهما النسبة المذكورة . وقال تعالى : « سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ - المائدة : 42 » . وقد تقدم تفسير السحت بالرشوة في الحكم . وكذا في الآية رقم 62 و 63 من سورة المائدة أيضا . فقد روى ابن فرقد عن الصادق ( ع ) قال : سألته عن السحت . فقال : « الرشا في الحكم » [2] . وهذا التفسير متأيد بروايات كثيرة . وقد عرفت معنى السحت ، وانه المال الخبيث الذي يوجب اكله العار . وهكذا روى ابن فرقد - برواية الكليني - قدس سره - [3] - عن الصادق ( ع ) تفسيرا للبخس المنهي عنه في الآيات رقم 85 من سورة الأعراف . ورقم 85 من
[1] الطغام : أوغاد الناس ويطلق عليهم العامة : الأوباش . ويقال للجماعة المتكتلة في اتجاه واحد ، والأكثر في أهداف خبيثة : « الطغمة » بضم الطاء . [2] الوسائل ج 12 ص 62 رقم 4 باب 5 ما يكتسب به . [3] الكافي الشريف ج 7 ص 409 رقم 3 . هكذا في بعض نسخ الكافي ولعله الأصح الذي نقله صاحب الوسائل .
424
نام کتاب : شرح تبصرة المتعلمين ( كتاب القضاء ) نویسنده : آقا ضياء العراقي جلد : 1 صفحه : 424