نام کتاب : شرح تبصرة المتعلمين ( كتاب القضاء ) نویسنده : آقا ضياء العراقي جلد : 1 صفحه : 404
فالتوبة في حد ذاتها قصد ، لكن لا بد من تجسيد هذا القصد في عمل صالح [1] ولو كان ذلك العمل ابتهالا إلى اللَّه واستغفارا من الذنب بلسان صادق . وفي حديث الامام الصادق الآنف « الا غفر اللَّه له قبل ان يستغفر » [2] دلالة على ذلك . وإذ قد انتهينا إلى هذه الحقيقة في لمس واقع التوبة ، نستطيع حل مشكلة كثيرة الدور على الألسن ، وهي : ان من قدم نفسه تطوعا لإجراء الحد الشرعي ، يكشف اقدامه هذا عن ندمه الشديد على ارتكاب الخطيئة ورغبته الملحة في الرجوع إلى طاعة ربه الكريم . فهو تائب لا محالة ، فكيف يجوز اجراء الحد عليه ، ولا حد بعد التوبة ! لكن يجب ان لا يفوتنا جانب التوبة العملية ، فلعل هؤلاء حاولوا تجسيد توبتهم القصدية في أصعب صورتها العملية ، رغبة في اختيار أشد الطريقين على النفس كبحا لجماحها وإرغاما لشوكتها [3] لأن أفضل الأعمال أحمزها . فكان إنكار الإمام عليهم شفقة على سلوكهم هذا لا وعر السبيلين في إخلاص التوبة للَّه . فقد حاولوا تطهير نفوسهم [4] من دنس الخطيئة بإجراء الحد عليها أخذا
[1] تدل عليه صحيحة جميل عمن رواه عن أحدهما " إذا صلح وعرف منه امر جميل لم يقم عليه الحد " الوسائل ج 18 ص 328 باب 16 المقدمات . [2] الوسائل ج 11 ص 349 باب 83 من جهاد النفس رقم 4 . [3] يشعر بذلك قول أحدهم " اللهم فاني اخترت أشدهن " الوسائل ج 18 ص 423 رقم 1 باب 5 من حد اللواط . [4] يدل عليه طلبهم من الامام ان يطهرهم . الوسائل ج 18 ص 328 رقم 6 باب 16 المقدمات وص 423 رقم 1 باب 5 حد اللواط وص 378 باب 16 من حد الزنا .
404
نام کتاب : شرح تبصرة المتعلمين ( كتاب القضاء ) نویسنده : آقا ضياء العراقي جلد : 1 صفحه : 404