شيوخ العراقين إلى أن فاز من العلم بالقدح المعلّى ، واستوفى من مراتب الفضل نصيبه الأوفى ، فأصبح أفضل أهل عصره في الفقه والأُصول ، بل أبصر أهل وقته بالمعقول والمنقول ، وصار كأنّه المجسّم من الأفكار الدقيقة ، والمنظّم من الأنظار العميقة ; أُستاداً للكلّ في الكلّ ، وفي أُصول الفقه على الخصوص ، وجنّات الفضل الدائمة الأكل في مراتب المعقول والمنصوص ، فجعل أفئدة طلاّب العصر تصرف إليه وأخيه ] وهو الشيخ محمد حسين ، صاحب : الفصول [ أصحاب الفضل تطرب لديه ، بحيث لم ير في الدنيا مدرس أغص بأهله من مدرسه الشريف ، ولا مجلس أفيد لنهله من مجلسه المنيف . كان يحضر حلقة درسه لأُصول الفقه في الجامع الأعظم الشاهي بأصبهان قريباً من ثلاثماءَة مشتغل من الفضلاء الأعيان . وكنتُ إذ ذاك من جملة المتطفّلين لتلك الحضرة المتعالية ، والمتعلّقين بتلك الدوحة المتباهية » . وقال الشيخ الطهراني : « هو أحد رؤساء الطائفة ، ومحققي الإمامة المؤسسين في هذا القرن . في التكملة : رجل إلى أصفهان فأقام بها ناشراً لأعلام العلم مربيّاً للعلماء ، يحضر بحثه ما يقرب من أربعمائة عالم » . له آثار هامّة ، أشهرها حاشيته على مقدمة معالم الدين ، سمّاها : هداية المسترشدين في شرح أُصول معالم الدين . 7 - السيد صدر الدين محمّد الموسوي العاملي العاملي ( ت 1263 ه ) . قال الشيخ حرز الدين : « ولد في جبل عامل ، وهاجر إلى العراق صبيّاً مع والده سنة 1197 ه في السنة التي اشتدّ بها جور الجائر أحمد باشا الجزّار على الشيعة هناك ، وأقام مع والده في النجف ، وقرأ العلوم بها حتى صار يحضر دروس أعلام عصره . . . ثمّ اختص بالحضور على الشيخ الأكبر الشيخ جعفر ، صاحب كشف الغطاء النجفي ، وأصبح المترجم له من محسوبي الشيخ . ولمّا توفي أُستاذه هذا سنة 1228 ه هاجر إلى إيران ، وأقام مدّة في