نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 92
الدعاء وإذا أكلت فسم واغسل يديك ، والمراد قبله كقوله تعالى : " إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا " الآية روي عن عبد الله بن مسعود قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم فقال لي : قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، هكذا أقرأنيه جبرئيل عليه السلام عن القلم عن اللوح المحفوظ [1] فظاهر هذه الآية الشريفة بانضمام أن الأمر للوجوب ، يفيد وجوب الاستعاذة عند ابتداء قراءة القرآن مطلقا حتى أنه لو قطعها في الأثناء ثم أراد أن يقرأ فيستعيذ ثم يقرء ولو كانت كلمة ، والحاصل أنه يستعيذ دائما فيقرأ إلا في الاستدامة ، فيلزم وجوبه في كل ركعة يقرأ فيها ، ولكن الظاهر أنه ما ذهب إليه أحد من العلماء ، و يحتمل كون الوجوب من خصايصه صلى الله عليه وآله ، نعم نقل وجوبها عن أبي علي الحسن بن الشيخ الطوسي رحمهما الله في أول الركعة قبل الحمد ، فقط ، محتجا بها ، ولا دلالة فيها عليه بخصوصه ، وكأنه نظر إلى أنه يعلم الوجوب دائما ، وما ذهب إليه أحد من العلماء فيختص بأول الركعة ، فلا يكون المراد إلا ذلك ، وهو بعيد إذ القول لغيره في ذلك أيضا بعيد ، وإرادة قراءة الركعة الأولى من الصلاة الواجبة من ذلك أيضا بعيد ، لا يفهم من غير قرينة دالة عليه ، فلا يمكن إرادة الله تعالى ذلك فيحمل على الاستحباب دائما كما هو الظاهر ، ويؤيده بعد التخصيص المذكور ، وقرب كون الأمر للندب ، ولو كان مجازا مع كثرته ، وكونه خيرا منه ، فتبقى الآية على عمومها ، وبعد وجوب الاستعاذة مع عدم القائل بمجرد إرادة الأمر المندوب أي قراءة القرآن ، إذ له أن يرجع بعد ، فما تجب القراءة أصلا ، فكيف الاستعاذة ؟ ولهذا قالوا لا يجب الغسل مثلا إلا إذا كانت غايته من الصلاة ودخول المساجد و قراءة العزائم واجبة ، فلا يوجبونه بقصد الصلاة وغيرها ، وهو ظاهر ومصرح به فتأمل .
[1] راجع تفسير البيضاوي : 232 ، المستدرك للنوري ج 1 ص 294 ، أخرجه عن غوالي اللئالي .
92
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 92