responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 681

إسم الكتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن ( عدد الصفحات : 700)


للمشاكلة بدل للمزاوجة ، وكان مراده بها هنا المشاكلة والحق عدم الاحتياج إلى عذر ، لأن ما وقع على الثاني عقاب له ومؤلم ، فسمي به لذلك ، فهو مساو في الأول والثاني وهو ظاهر كما هو معناه فإن المعنى : فإن أردتم معاقبة غيركم على وجه المجازات والمكافات في النفس والطرف والمال ، فعاقبوا بقدر ما عوقبتم به ولا تزيدوا عليه ولا تجاوزوا عن المثل المحدود ، من جميع الوجوه .
ومثل هذه الآية قوله تعالى " جزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين " [1] أي يبغضهم وهنا يمكن الاحتياج إلى العذر لتسمية الجزاء سيئة مع أنه يمكن أن يقال المراد المعنى اللغوي وهو حاصل بالنسبة إلى من يفعل به وباعتقاده ، فلا يحتاج ههنا " وأصلح " هذه مثل الذي بعد التوبة " وعمل صالحا " فيمكن أن يكون تأكيدا للعفو بأن يكون عفوا حسنا مستديما غير ناكث له وعلى وجه حسن لا أذى معه ولا منة .
وفيهما دلالة على جواز أخذ الحق من القصاص وغيره ، من إذن حاكم وشهود ، فلا يشترط الحاكم فيه كما قال به بعض ومنه المقاصة في محلها كما ذكره الأصحاب وأن العفو وعدم المكافات أحسن وأولى وأكثر أجرا فينبغي اختياره إذ ليس في المكافاة إلا تسلية النفس ، وإطفاء حرارتها ، بخلاف العفو فإن فيه أجرا عظيما لا يعلمه إلا الله ، فإنه أبهم وأسند إلى الله تعالى وهو ظاهر ، وتحريم التعدي والتجاوز عن الحد وظاهرهما عام في كل حق .
قال في مجمع البيان : إن الآية عامة في كل ظلم كغصب ونحوه فإنما يجازى بمثل ما عمل " ولئن صبرتم " أي تركتم المكافاة والمجازات والقصاص وتجرعتم مرارة الصبر " لهو خير " وأحسن لكم منها أيها الصابرون ، وفيه إشارة إلى أن أجر حسن العفو وثوابه يحصل أجر الصابرين أيضا الذي هو بغير حساب . لما مثلوا قتلى أحد كحمزة بن عبد المطلب فشقوا بطنه ، وأخذت هند بنت عتبة كبده ، فجعلت تلوكه وجذعوا أنفه وأذنه ، وقطعوا مذاكيره ، قال المسلمون لئن أمكننا الله منهم



[1] الشورى : 40 .

681

نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 681
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست