نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 639
الاخلاص فقال تمييز العمل عن العيوب كتمييز اللبن من بين فرث ودم ، كله من الكشاف . وهذا تشبيه ما أحسن به ! وفيه وجوه كثيرة دقيقة جدا منها أنه في الصعوبة مثله لا يقدر عليه إلا الله وتشبيه الريا وغيره مما يضيع العمل بالروث والدم كراهة ورائحة وقذارة وغير ذلك . " سائغا للشاربين " سهل المرور في الحلق ، ويقال إنه لم يغص أحد باللبن قط وفيها دلالة على إباحة لبن الأنعام والترغيب على الاتعاظ و الاعتبار والتفكر في أفعال الله تعالى . " ومن ثمرات النخيل والأعناب " قيل متعلق بمحذوف أي ونسقيكم من عصيرهما بحذف المضاف أو بإرادته منها مجارا ، وليس متعلق بنسقيكم المذكور ، ولا المقدر المعطوف عليه ، إذ يلزم كونه بيانا لعبرة الأنعام ، فهو استيناف لبيان الاسقاء عبرة أو منة أخرى أو متعلق بقوله " تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون " ويكون كلمة " منه " تكرارا لا للتأكيد كقولك زيد في الدار فيها وتذكير الضمير باعتبار العصير أو الثمر ، والسكر مصدر سمي به الخمر للمبالغة و حينئذ إما أن تكون منسوخة إن كانت قبل تحريم الخمر أو يكون جمعا بين العتاب والمنة ، وقيل المراد به يسد الجوع من السكر وقيل المراد من السكر النبيذ ، و هو عصير العنب والتمر والزبيب ، إذا طبخ حتى يذهب ثلثاه ، ثم يترك حتى يشتد ، وهو حلال عند أبي حنيفة إلى حد السكر ويحتج بهذه الآية وبقوله عليه السلام الخمر حرام بعينها والسكر من كل شراب أي حرام ، وفي دلالة الآية والخبر على مطلوب أبي حنيفة خفاء . قال في مجمع البيان السكر لغة على أربعة أوجه الأول ما أسكر من المسكرات والثاني ما طعم من الطعام ونقل شعرا ، والثالث السكون ونقل شعرا ، والرابع المصدر في قولك سكر سكرا ومنه التسكير التحير في قوله " سكرت أبصارنا " . وقال فيه أيضا قال قتادة نزلت الآية قبل تحريم الخمر ، وروى الحاكم في صحيحه بالاسناد عن ابن عباس أنه سئل عن هذه الآية قال السكر ما حرم من ثمرها
639
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 639