responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 569


" والله موليكم " متولي أمركم ، " وهو العليم " بما يصلحكم فيشرعه لكم " الحكيم " المتقن في أحكامه وأفعاله ، فما حلل إلا لمصلحة ، وما حرم إلا لذلك ولا يفعله إلا لغرض صحيح ، ولا يحل إلا ما هو أصلح لكم ، فنصحته لكم أولى من نصحتكم ، وما حلل لكم أولى مما تحرمون على أنفسكم ، فلو كان التحريم مصلحة لحرم .
واعلم أن في تتمة السورة عتابا كثيرا وتعريضا جزيلا بالنسبة إلى من يؤذي النبي صلى الله عليه وآله وأن ذلك موجب للتوبة والعقاب بدونها ، ولا ينتفع بعد ذلك القرب من النبي صلى الله عليه وآله ولصوق جلده بجلده ، حيث قال " إن تتوبا إلى الله " قال في الكشاف والقاضي خطاب لحفصة وعائشة على طريق الالتفات للمبالغة في المعاتبة " فقد صغت قلوبكما " فقد وجد منكما ما يوجب التوبة وهو ميل قلوبكما عن الواجب في مخالصة الرسول صلى الله عليه وآله من حب ما يحبه ، وكراهة ما يكرهه .
ونقل في الكشاف عن ابن عباس أنه قال : لم أرل حريصا على أن أسأل عمر عنهما إلى قوله ثم قال أي عمر : هما حفصة وعائشة وفي حرص ابن عباس للسؤال عن عمر عنهما نكتة فافهمها .
و " إن تظاهرا عليه " في القاضي والكشاف وإن تعاونا عليه بما يسوؤه " فإن الله هو مولاه " وليه وناصره " وجبريل " من الملائكة مع كونه رأسهم ، ولهذا أفرد " و " من الناس " صالح المؤمنين " قيل : صالح المؤمنين هو جنس من كان مؤمنا وصالحا ، وبرئ من النفاق ، قيل : هم الأنبياء وقيل الخلفاء .
قال في القاضي المراد الجنس ولهذا عم بالإضافة قلت هذه الإضافة لا تفيد العموم في المضاف ، وهو ظاهر ، نعم لو كان المضاف جمعا أمكن ذلك كما في المعرف باللام لما قيل إن للإضافة معاني التعريف فتأمل والمتبادر منه أن المراد صالحهم أي الذي أصلح من كلهم ، لأن الإضافة تفيد العموم كما يقال صالح آل فلان وعالمهم ، فلا يبعد كون المراد واحدا منهم يكون أصلحهم وهو علي بن أبي طالب عليه السلام كما ورد في الأخبار أنه الأقضى والأعلم والأصلح .

569

نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 569
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست