responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 52


عند الله منزلة ليست للناس ، فأمرهم مع الناس ، ثم أمرهم خاصة [1] هذا يدل على أن المراد بأهلك من يختص به من أهله لا أهل دينه أيضا .
" واصطبر عليها " أي على فعلها وعلى أمرهم بها ، وعلى مشاق ذلك " لا نسألك رزقا " لا لخلقنا ولا لنفسك ، بل كلفناك العبادة وأداء الرسالة وضمنا رزق الجميع " نحن نرزقك " الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله والمراد به الجميع أي نرزق الخلق جميعهم ، ولا نسترزقهم وننفعهم ولا ننتفع بهم ، فيكون أبلغ الامتنان عليهم " و العاقبة للتقوى " أي العاقبة المحمودة لأهل التقوى .
واعلم أن هذا التفسير لا يناسب رواية أبي جعفر عليه الصلاة والسلام وهو الظاهر ، وأنه خلاف الظاهر ، وأن ظاهرها اختصاصه بعدم طلب الرزق وأنه يرزقه ، وكذا أهل بيته لا كل خلقه ، فإنه لا يفهم كعدم فهم أهل دينك من أهلك وهي تدل على وجوب الأمر بها والصبر عليها ، ولا يبعد فهم الأمر بكل المأمور [ به ] والصبر على التكاليف الشاقة ، وعدم جعل الرزق مانعا عنها ، وعدم الاعتداد بالدنيا وجعلها محمودة ، وكون التقوى هي العاقبة المحمودة .
الرابعة : قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون [2] .
في مجمع البيان أي خاضعون متواضعون متذللون لا يرفعون أبصارهم عن مواضع سجودهم ، ولا يلتفتون يمينا ولا شمالا ، وروي أن النبي صلى الله عليه وآله رأى رجلا يعبث بلحيته في صلاته فقال أما إنه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه ، وفي هذا دلالة على أن الخشوع في الصلاة يكون بالقلب والجوارح . أما بالقلب فهو أن يفرغ قلبه بجميع همه لها ، والإعراض عما سواها ، فلا يمكن فيه غير العبادة والمعبود وأما بالجوارح فبغض البصر والإقبال إليها ، وترك الالتفات والعبث ، وفيما ذكر من



[1] رواه في المجمع ج 7 ص 37 -
[2] المؤمنون 1 و 2 وما بعدها ذيلها .

52

نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست