نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 435
والربا ، فنزلت " فإن لم تفعلوا " أي إن لم تتركوا ذلك " فأذنوا " أي فاعلموا " بحرب من الله ورسوله " من أذن بالشئ إذا علم به وقرئ " فآذنوا " أي فأعلموا بها غيركم من الإذن وهو الاستماع فإنه من طرق العلم ، قيل التنوين للتعظيم ، كأنه أبلغ من حرب الله ورسوله لأن المعنى بنوع عظيم من الحرب من عند الله ورسوله ويحتمل أن يكون حربهما واحدا ، وهو قتال المسلمين معهم حتى يرجعوا ، وكون حرب الله في الآخرة بادخالهم في النار وحرب الرسول في الدنيا بالسيف والأول أظهر . فدلت على جواز قتال المسلم على ترك الربا حتى يرجع مثل قتال مانع الزكاة وغيره ، وعلى تحريم أخذ ما بقي من الربا الذي شرطه قبل التحريم ، ولا يدل على كفر الآخذ ، روي أنه لما نزلت قال ثقيف لا يدي لنا بحرب الله ورسوله ، أي لا طاقة لنا . " وإن تبتم " أي رجعتم عن اعتقاد حل الربا كما يفهم من البيضاوي ، أو عمل الربا كما هو ظاهر الكشاف وظاهر الآية أيضا " فلكم رؤس أموالكم " فقط لا الزيادة ، التي شرطتم " لا تظلمون " معامليكم بأخذ الزيادة والربا " ولا تظلمون " أنتم بأخذ الناقص عن رأس مالكم ، ولا يخفى أن مفهوم الشرط المعتبر عند أكثر الأصوليين يفيد عدم جواز أخذ رأس مالهم ، مع عدم الرجوع ، وهو محل التأمل وقال القاضي ، وهو سديد على ما قلناه ، إذ المصر على التحليل مرتد وماله فئ ، وقال في الكشاف : قالوا يكون مالهم فيئا للمسلمين . قال في كنز العرفان : قال الزمخشري والقاضي ، وإن لم يتب يكون مصرا على التحليل ، فيكون مرتدا وماله فئ ، وليس بشئ لأنا نمنع أنه إذا لم يتب يكون مرتدا ، لجواز أن يفعله ويعتقد تحريمه [1] وفيه تأمل لأن الزمخشري ما قاله بل نقله عن قوم ، وقد يكون ذلك قائل يقول ذلك بناء على أن معنى قوله " إن تبتم " رجعتم عن تحليل الربا ، كما يقوله القاضي ، فلا يرد عليه ما أورده ، مع