نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 415
والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون * فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسئمون " [1] بالنص والاجماع ، قيل موضعه " تعبدون " لقربه من الأمر بالسجود وفيه تأمل ، فإن هذا الأمر لا يدل على وجوبه عند قراءتها ، وهو ظاهر ، وقيل لا يسأمون وهو مذهب الأكثر لتمام المعنى ولأن الأصل عدم الوجوب وقد تحقق حينئذ بالإجماع ولعل الفعل حينئذ أحوط ، إذ وجوبها فوريا بحيث يضر هذا المقدار من التأخير للاحتياط غير ظاهر ويمكن كون الأحوط السجدة مرتين " وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون " [2] أي تركبونها وتركبونه حذف الضمير الأول لدلالة الثاني عليه " لتستووا على ظهوره " وظاهره مختص بالأنعام ، ويحتمل العموم قال في الكشاف على ظهور ما تركبون ، وهو الفلك والأنعام " ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه " تكرار للمبالغة " وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون " وروي في أخبار أهل البيت عليهم السلام قراءة هذه الآية وبعدها " الحمد لله رب العالمين " عند الركوب [3] وكذا آية " بسم الله مجريها " في السفينة . في الكشاف : ومعنى ذكر نعمة الله عليهم أن يذكروها في قلوبهم معترفين بها مستعظمين لها ، ثم يحمدوا عليها بألسنتهم ، وهو ما يروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه كان إذا وضع رجله في الركاب قال " بسم الله " فإذا استوى على الدابة قال الحمد لله على كل حال سبحان الذي إلى قوله لمنقلبون ، وكبر ثلاثا وهلل ثلاثا . وقالوا إذا ركب السفينة قال " بسم الله مجريها ومرسيها ، إن ربي لغفور رحيم " . وعن الحسين بن علي رضي الله عنهما أنه رأى رجلا ركب دابة فقال سبحان الذي سخر لنا هذا فقال أبهذا أمرتم فقال وبم أمرنا ؟ قال أن تذكروا نعمة ربكم كان قد أغفل التحميد ، فنبهه عليه ، وهذا من حسن مراعاتهم لآداب الله ، ومحافظتهم على دقيقها وجليلها ، جعلنا الله من المقتدين بهم ، وسايرين بسيرتهم . مقرنين مطيعين
[1] فصلت : 38 و 39 . وقد مر البحث عنها في آيات العزائم . [2] الزخرف : 12 . [3] الفقيه ج 2 ص 178 .
415
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 415