responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 31


فيها دلالة على كون الماء طاهرا ومطهرا ويتطهر به ويرفع حدث الجنابة به وأن الاحتلام من الشيطان ، ويحتمل أن يراد من رجز الشيطان المني ، ويدل على نجاسته فتأمل فيه قال في الكشاف : رجز الشيطان ورجسه تخييله ووسوسته إليهم وتخويفه إياهم من العطش ، وقيل الجنابة ، وذلك أن إبليس تمثل لهم وكان المشركون قد سبقوهم إلى الماء ونزل المؤمنون في كثيب أعفر تسوخ فيه الأقدام على غير ماء ، وناموا فاحتلم أكثرهم ، فقال لهم : أنتم يا أصحاب محمد ! تزعمون أنكم على الحق ، وإنكم تصلون على غير الوضوء وعلى الجنابة ، وقد عطشتم ، ولو كنتم على الحق ما سبق عليكم هؤلاء على الماء ، وما ينتظرون بكم إلا أن يجهدكم العطش ، فإذا قطع العطش أعناقكم مشوا إليكم فقتلوا من أحبوا وساقوا بقيتكم إلى مكة ، فحزنوا حزنا شديدا وأشفقوا ، فأنزل الله مطرا فمطروا ليلا حتى جرى الوادي ، واتخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه الحياض على عدوة الوادي ، وسقوا الركاب ، واغتسلوا وتوضؤوا وتلبد الرمل الذي كان بينهم وبين العدو حتى ثبتت عليه الأقدام وزالت وسوسة الشيطان وطابت النفوس .
ويؤيد هذه الآية آيات أخر مثل قوله تعالى " وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا [1] " وهي تدل على إباحة الماء وجواز التصرف فيه أي تصرف كان ، حتى يثبت المانع .
وقريب منه قوله " وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض ، وإنا على ذهاب به لقادرون فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين [2] .
فيه دلالة على إباحة الماء والنخل والعنب والزيتون وفي قوله تعالى " وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون وعليها وعلى الفلك تحملون " دلالة على الانتفاع بالأنعام مثل الإبل والبقر : يحل



[1] الفرقان : 50 .
[2] المؤمنون : 18 - 19 وما بعدها ذيلها .

31

نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست